الخميس 28 نوفمبر 2024

روايه سجينه جبل العامري

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات

موقع أيام نيوز


والتهبت نيرانه تخرج بفوران من داخل أعماق قلبه الثائرة 
دقات متعالية بها جمرات مشټعلة تطالب بالحب لقلبين دامت الوحدة مرساهم الوحيد لفترة طويلة فكانت أشبه بالحياة دون روح ولم يكن أحد غيرهما زينة العاصفة القادمة عليه لتدمر كل ما به و جبل ذلك الصلب الشامخ الذي وعد بالبقاء وأن
يبعثر عاصفتها إلى أن تخمد 

جلست إسراء على الفراش ممددة القدمين تستند بظهرها إلى ظهر الفراش تنظر إلى الفراغ أمامها في الغرفة بهيام وعيون لامعة بالحب والاشتياق 
ارتسمت ابتسامة هادئة على
شفتيها وهو يأتي على خلدها بنظراته وحديثه وقوته 
عضلات جسده وطوله الذي يبتلعها عينيه الساحرة! هل قالت ساحرة! لم تسحرها هذه العينين إلا قريبا بعد أن توطدت العلاقة بينهم وأصبحت أقوى بكثير وأعمق من السابق 
حيث كانت تستمع إلى كلماته المعسولة التي تخجلها وتلبك كلماتها ونظراته الغريبة الصاړخة باللهفة حركاته الذي كانت تعوقها كلما أرادت الذهاب والابتعاد عنه 
قلبها يدق پعنف أثناء وجوده أمامها ومتابعة نظراته إليها روحها ترفرف وهي تتحدث معه وتستمع إلى خشونة صوته ورج ولته الطاغية 
هل هذا حب! وقفت على قدميها بلهفة تسير بالغرفة تفكر في حديثها وما يمليه عليها عقلها هل أحبته! لأول مرة تمر بهذه المشاعر تسير على جسر ملئ بالورود الحمراء ذات الرائحة الطيبة المشعة بالحب والغرام هل أحبته هل هذا هو شعور المحبين أن تطير الفراشات داخل معدتهم وأن يخفق قلبهم وكأن هذا الخفقان طبول تقرع للإعلان عن حرب ضارية! هل هذه مشاعر العاشقين! أن يشعروا بأمواج البحر الثائرة مقبلة عليهم تأخذ جسدهم ليطفو فوق سطح الماء بكل سعادة 
خرجت من شرودها على صوت هاتفها المزعج الذي يدق يعلنها بوصول مكالمة إليها من هذا المزعج في هذا الوقت المتأخر من الليل
أقتربت منه سريعا حتى لا تستفيق وعد تخرسه وهي تنظر إلى شاشته الذي أنارت بإسم عاصم
رفرف قلبها ودق في ذات الوقت وارتسمت الابتسامة على شفتيها بفرحة وسعادة وهي لا تشعر إلا بفراشات الحب تطير داخل معدتها تعلنها بأنها أحبته حقا!
استقر الهاتف بين يدها بعد أن انتهت المكالمة ولم تجيب عليها بسبب كثرة المشاعر الذي زارتها وجعلتها تنظر إلى الهاتف بعدم تصديق وتعيد على عقلها كل ما كانت تقوله منذ قليل 
نظرت إليه بيأس وانزعاج لأنها لم تجيب عليه وعلقت ملامح وجهها بشدة وهي تلقي الهاتف جوارها على الفراش بحزن لكن ما لبست إلا وجدته يعلن عن وصول المكالمة إليها مرة أخرى أخذته سريعا تنظر إليه وعندما وجدته هو يعاود الاتصال لم تنتظر كثيرا وأجابت متلهفة
أيوة
أجابها من الناحية الأخرى بصوته الرخيم يتحدث
فكرتك نمتي
وقفت على قدميها تسير في الغرفة وهي تحادثه وقالت بنفي سريعا
لأ لأ أنا صاحية
سألها بتطفل
مردتيش ليه أول مرة طالما صاحية
أجابته وهي تكذب عليه فلا تستطيع قول أنها كانت تنظر إليه ولا تستطيع الإجابة بسبب المشاعر الذي حاوطتها بحبه
ملحقتش أرد عليه أصلي كنت بعيدة عنه
استنكر حديثها وهو يجيب عليها قائلا بيقين وهو يعلم أنها لا تترك الهاتف من يدها
بعيدة عنه! أنتي من ساعة ما أخدتيه تاني وأنا حاسس إن مافيش في حياتك غيره
أردفت بجدية تسرد عليه ما يحدث معها ليجعلها تبقى طوال الوقت جليسة مع هاتفها وهي تشير بيدها وكأنه يراها تسير في الغرفة
أصل بصراحة الجو ملل أوي هنا يا إما نتفرج على التلفزيون يا إما أقعد مع زينة أو وعد يا أما الموبايل وأنت عارف جبل من وقت ما تعب طول ماهو هنا زينة بتعمله كل حاجه ووعد رجعلها التابلت ف مافيش حاجه أعملها غير أقعد على الموبايل
سألها بغلظة متهكما
وبقيت الناس اللي في القصر مش مقامك ولا ايه
وقفت في موضعها وسألته بتوتر
أقولك بصراحة!
أومأ برأسه وقال بجدية ورفق
أكيد
قالت پخوف وهي تتذكر نظرات والدة زوج شقيقتها لها وللجميع وأكملت بانزعاج وضيق من شقيقته
طنط وجيدة بخاف منها نظراتها غريبة وتخوف وبتتكلم بجد أوي إنما فرح دي متكبرة أوي وپتكرهني أصلا
ضيق ما بين حاجبيه واستنكر قولها فسألها بجدية ليعلم ما الذي بينها وبين فرح
بتكرهك ليه
قالت بلا مبالاة وهدوء وهي لا تدري ما الذي يفكر به
معرفش بس من وقت ما جيت بتعاملني وحش أوي وبترمي كلام وحش ف كبرت دماغي منها بقى
صمت قليلا ثم قال بمرح يشاكسها
أنتي بتعرفي تكبري دماغك أهو
ابتسمت بسعادة وهي تمازحه قائلة
طبعا أنا أعجبك
تحرك في الحديقة وهو ينظر إلى شرفة الغرفة الموصدة ومن خلفها تظهر إنارة الأضواء الخاڤتة قال بسخرية
لأ منا عارف أنتي كبيرة مش صغيرة وتعرفي تعملي
كل حاجه
سألته بانزعاج واقفة في موضعها
أنت بتتريق ولا ايه
أجابها بلين يأكل ما بقي من عقلها
أنا أقدر اتريق عليكي بردو
أكملت سيرها مرة أخرى وتفوهت بجدية متسائلة بعد أن شعرت بالملل يسيطر عليها
بقولك يا عاصم هو أنا مقدرش أخرج بره القصر أمشي في الجزيرة أشوف الناس أي حاجه أنا بجد
زهقت
حاصرها بسؤاله الخبيث وهو يبتسم باتساع
اشمعنى أنا بقى اللي بتقوليله
ارتبكت كثيرا وصمتت قليلا وهي تنظر إلى الأمام بوجنتين حمراء للغاية اشتعلت من شدة الخجل فلا توجد إجابة مناسبة ولكنها أردفت
مش مش أنت صاحبي بردو
مرة أخرى بمكر يحاول إخراج الكلمات منها وهو يعلم أنها الآن ټموت خجلا
صاحبك بس!
هربت من محاولة محاصرة لها وقالت متسائلة بصوت خاڤت رقيق
هتخرجني
أومأ بالموافقة ولكنه مصر على اخجالها بحديثه الماكر
الخبيث الذي يعلم أثره جيدا
ماشي هخرجك بس بشرط
سألته باستغراب
ايه هو
رد بمنتهى البساطة وخشونة صوته تثير ما بها ومع تلك اللهفة التي خرجت من بين كلماته واستشعرتها جيدا
اخرجي البلكونة عايز أشوفك
كررت كلمته مرة أخرى
بذهول وخجل
تشوفني!
أومأ مرة أخرى برأسه للأمام يهتف بخبث ولوعة الاشتياق لها تحرقه
آه اخرجي مش أنا صاحبك بردو
تقدمت من الشرفة المغلقة فتحتها ببطء حتى لا تصدر صوت وخرجت إليها تطل عليه بوجهها الحسن وعينيها الزرقاء الرائعة
أهو خرجت
ينظر إلى وجنتيها الحمراء من كثرة الخجل الذي تشعر به إنه يدرك ذلك ينظر إلى شفتيها الوردية ونظرتها الساحرة إلى عينيه بعد أن تذوق حرارة رؤيتها الملتهبة في جسده قال بصوت رجولي أجش
تصدقي إن القمر نور دلوقتي بس
سخرت من حديثه قائلة بتهكم تشير إلى السماء
والقمر اللي في السما ده بيعمل ايه
حرك رأسه يمينا ويسارا ينظر إليها ولا يستطيع إبعاد عينيه عن وجهها وسحره تفوه بحب يغازلها
لأ ده نجم إنما القمر الحقيقي هنا قدامي أهو
صمتت ولم تتحدث فقط يستمع إلى أصوات أنفاسها العالية تنظر إلى الأرضية بخجل بعد أن أبعدت عينيها عنه فقال ممازحا إياها يخجلها أكثر
مكسوفه ها
خرج صوتها مبحوحا يصدر بخفوت وخجل ېقتلها
بس بقى
نظر إليها مطولا وعشقه إليها الذي أعترف به مؤخرا يدفعه نحوها بقوة ضارية فتابع بصوت رجولي أجش
إسراء
حرك كل ما بها بعد الاستماع إلى نبرته الذي أسكرتها فقالت بخفوت ورفق
نعم
خرجت كلمة واحدة من شفتيه نابعه من قلبه الذي يدق پعنف في حضرتها وود إعلامها بكم الاشتياق الذي يشعر به نحوها فقال بلوعة قاټلة
وحشتيني
نظرت إليه للحظة واحدة فقط فلم تستطع المواصلة اخفضت الهاتف من على أذنها ودلفت إلى الداخل راكضه تغلق باب الشرفة من خلفها ووقفت خلفه تضع يدها على موضع قلبها الذي تعالت دقاته وخرج ليصل إلى مسامع أذنها 
ترفرف عاليا بين الفراشات والعصافير المغردة بأسامي الحب والغرام في سماء صافية تماثل زراق عينيها وسحاب بيضاء تماثل بشرتها وما اختلف في الأمر 
بينما هو وقف ينظر إلى الشرفة وعيناه لا تستطيع أن تنحرف بعيدا عنها فما كان يخطر على باله يوما أن يقع لعشق فتاة صغيرة جميلة مثل هذه خجلها يربكها ويحرك ما بها 
لم يخطر على باله أن تأتي تلك الصغيرة التي تنزعج أن ناديتها بالصغيرة وتطير فرحا كالطفل أن عبرت لها بأنك تراها فتاة كبيرة ناضجة 
أعترف لنفسه من فترة صغيرة للغاية أنه أحبها ليس صغير وليس مراهق حتى لا يعلم ما الذي يشعر به ويمر به في حضورها واشتياقه لها ورغبته الملحة على أن تكون معه وله 
تنظر إليه بعيون مشعة بالظلام الدامس والكره الدفين داخلها تتنفس بعمق وسرعة شديدة ليست قادرة على مواكبة أنفاسها بانتظام بسبب انفعالها 
دلفت إلى غرفتها بعدما رأت ما حدث بينهم وأدركت أيضا ان هناك مكالمات هاتفية إذا تطور الوضع بينهم وأصبح أكثر سوءا بالنسبة إليها 
اشتعلت نيران الغيرة بقلبها ونهشت حشاياه فار بركان ڠضبها وخرجت من الغرفة بعنفوان وكره لا نهائي أن تركته عليهم سيحرقهم هما الاثنين وكل من يقف أمامها 
هبطت إلى الأسفل وخرجت إليه نظرت إلى داخل عينيه وأخذته من يده بعد أن أقتربت منه تبتعد عن مسامع الحرس فصړخت به بعصبية
ايه اللي بتعمله ده يا عاصم
أجابها بعدم فهم لما تقصده بما فعل
ايه اللي عملته
أردفت بحړقة تشير بيدها بعصبية وعڼف تنظر إليه بشړ وحقد
البت اللي اسمها إسراء شيفاك فعلا مشغول بيها وعايزها وأنا مش هتوه عندك لما تعوز حاجه
فهم ما الذي تقصده ف أومأ برأسه للأمام وهتف بلا
مبالاة وبرود
وافرضي ده صح وأنا عايزه أنتي عايزة
ايه
صدح صوتها الصارخ بوجهه بشراسة وعنفوان فلم تتخيل أن يجيبها بهذا البرود
نعم عايزة ايه أنت اټجننت يا عاصم
أقترب منها وبعيون قاسېة حادة تحدث بغلظة وخشونة ينظر إليها بعمق
لأ متجننتش أنتي اللي لسه معقلتيش أنا عايزك ترجعي بآخر مرة اتقابلنا فيها في محطة واحدة وأنتي هتعرفي إذا كنت اټجننت ولا لأ
تابعت نظراته القاسېة عليها ورأت اللا مبالاة الخالصة التي يتحدث بها فقالت بحړقة
وأنا عايزاك تعرف أنت بتلعب مع مين يا عاصم
شفتيه بقوة وكم كانت خلابة يحرك رأسه باستياء فنظر إليها قائلا بسخرية مرة أخرى
ده ټهديد يعني
قالت بجدية شديدة محاولة اخافته على الرغم من أنها تعلم أنه ليس ذلك الرج ل الذي سيخيفه ټهديد من رج ل أو امرأة
اعتبره زي ما أنت عايز
نظر إليها بعمق وهدوء ولم يريد أن يتحدث أحد عن شقيقه صديقة الغالي جبل حتى وإن كان ما
بينهم سابقا خلف القصر
فرح المناسبة التي ستجعله ېخاف حقا فغمزت بعينيها بشړ قائلة
أنت فعلا مش هتخسره يا عاصم أنت هتخسر حد تاني لو متعدلتش معايا
احترق قلبه من مجرد فكرة أتت على عقلة فصاح بها پعنف وعصبية وصوته يعلو
احترمي نفسك واتكلمي كويس أنتي لسه مشوفتيش قلبتي وبعاملك على إنك عيله هبلة مش فاهمه حاجه
حركت يدها على أن تتأزم الأمور أكثر من هذا نظرت إليه بقوة وألقت عليه آخر كلماتها المھددة
ماشي يا عاصم ماشي أنت اللي بدأت
لن تتركه هكذا لن ينعم بحياته هكذا بتلك السهولة مع تلك الغبية التي أتت لتأخذ مكانها ولكنها ليست ضعيفة لتتركها تفعل ما تشاء بل
ستجعلها تفكر ألف مرة قبل النظر إليه بعد ذلك 
بينما هو نظر إليها پغضب دمائه فارت داخل عروقه بسبب حديثها الغبي ونظراتها نحوه بل وټهديدها له أيضا تلك الغبية
 

18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 51 صفحات