أخطائي بقلم شهد محمد جاد الله
به
كدب كدب هو مستحيل يسبني هو عارف أني مقدرش اعيش من غيره هو عارف إني مليش غيره ومستحيل يعمل فيا كده أنا لازم اروحله... لتتركها وتضم ركبتيها لصدرها وتتأرجح للأمام والخلف م اتزان متمتمة
ايوة أنا لازم اقابله واقوله الحقيقة وهو اك هيصدقني هو بيني يا ميرال وهيسامحني هو علطول بيسامحني...
ضمتها ميرال لها تحاول أن توقف اهتزازها وقالت بحزن من بين شهقاتها
نفت برأسها وصاحت بإلحاح غريب
عايزة ارجع بيتنا...عايزة ارجع بيتنا وديني ل ماما ثريا هي هتصدقني وهتقنعه
مش هناك والله بس هوديك وهريحك بس اهدي علشان خاطري
اومأت لها بهوان وترجتها وهي تتحامل على ذاتها و تنهض ترتدي سترته وتضم بها ذاتها وكأنها تستجدي ه
انصاعت ميرال لها دون معارضة ولبت رغبتها في سبيل أن تجعلها تستوعب الأمر بذاتها.
كنت فين يا هانم
قالها پغضب وهو ينقض ي على يها مما جعلها تتلعثم قائلة
كنت...كنت في النادي قاعدة مع صحابي في ايه مالك متعصب ليه كده...
في ده يا هانم
قالها وهو يرفع الوب أمام نظراتها التي زاغت لتوها حين تخلصت من ته و ته من ه متبجحة
نعم انت هتستهبلي...أنا عايز أعرف بتاخديه ليه من ورايا
أجابته وهي تلوح بها ساخطة
يوووه بقى أنت بقيت لا تطاق بجد انا زهقت
تعالي هنا وجاوبيني...
قالها بسخط عظيم لطالما تشاركاه وهو ي على يها بقوة جعلتها تهدر به دون أي خضوع وبثقة عارمة
عايز تعرف ليه علشان مش عايزة اجيب ولاد من واحد زيك...عايزهم يجوا ليه علشان يشوفوا فقر ابوهم وقلة حيلته عايزني اجيب ولاد علشان تعيشهم كده...
هو ده اللي وعدتني بيه يا سونة هي دي العيشة اللي قعدت توصفهالي وتمدحلي فيها...انت ضيعت كل احلامي بغبائك
وسبت واحدة غبية زيك تاخد فلوسك و وقفت تتفرج...
استفزه حديثها به لذلك كعادته جبن عن تحمل الأخطاء وألقاها على عاتق غيره متقمص دور الضحېة
أنت السبب...أنت اللي خسرتيني كل حاجة
غبائك هو السبب مترميش عليا
ليؤكد هو بإنفعال والندم يتأكل قلبه
أنت اللي خلتيني خسرتها وخسړت معاها كل حاجة أنت اللي اقنعتيني أنها مش ضحېة وانها لئيمة وقليلة الأصل وخلتيني بكل غباء أروح اساومها على حريتها...
أجابته بنبرة مستفزة للغاية وهي تلوح بها
وحتى دي معرفتش تعملها وروحت طلقتها بكل سهولة وخلصتها منك...ودلوقتي قاعد تندب حظك زي الولايه وبصراحة بقيت مثير للشفقة
أنت ايه شيطان...أنا أزاي كنت مخدوع فيك كده
اجابته بكل برود وثقة وكأن ما تقوله هو المنطق بحد ذاته
وانا كمان اتخدعت فيك واظن كده نبقى خالصين و اللي بينا لازم ينتهي اكرم ليا وليك
جعد حاجبيه وتساءل بتوجس
يعني ايه
يعني أنا مبقتش طيقاك وکرهت حياتي معاك ومش مجبرة اتحمل فقرك...طلقني وياريت بالذوق احسن ما اجرجرك في المحاكم وأخلعك...
ذلك آخر ما تفوهت به أن تدخل لغرفتها وتغلق بابها في ه تاركته مصډوم...بل موه يشعر أنه يكاد يصيبه ذبحة صدرية من حديثها... فنعم أيها الساخط كل شيء ذهب هباء.
فقد أكرمك الله بالعقل ولكنك لم تستخدمه وأهنت نفسك بأفعالك...
عند وصولهم هرولت من السيارة ما أن توقفت أمام بوابة المنزل الخارجية لتجدها مغلقة لتطرق على الباب الحدي بكل عزمها وهي تزعق مه بنبرة راجية ممزقة
يامن....ياااااااامن...ماما ثرياااااااااا....ياااااااااامن افتح الباب واسمعني .....يااااااااااامن
لم يأتيها رد سوى من الحارس الذي فتح البوابة وقال بتفاجئ
ست نادين ...البيه والست ثريا مش موجودين ...سافروا
ت على مقدمة جلبابه وصړخت پجنون
أنت بتقول ايه هما فين...مستحيل يسبوني ويسافروا أنت كداب هما جوه صح وهو اللي قالك تقولي كده ...صح قول أنه صح....أنطق
كانت تتحدث بنبرة هستيرية ودمعاتها الحاړقة تنهل من اها دون هوادة ليؤكد الحارس بقلة حيلة
تستمع لحديثه من الأساس واندفعت بقوة إلى الباب الداخلي للمنزل واخذت تطرق عليه تارة وتضغط على جرس الباب تارة أخرى وهي تصرخ پقهر راجية بنبرة ممزقة تعدت الألم بمراحل
ياااااااااامن ...انا مليش غيرك...يااااامن افتح أنت مستحيل تسبني ....يااااااامن....ماما ثريا...انا مليش غيركم ...مليش غيركم هروح لمين ...هروح لمين...متسبونيش لوحدي ....ياااااااامن....افتح...
متسبنيش لوحدي...متسبنيش لوحدي
قالت أخر جملة وها
يتهدل يفترش الأرض بأنهيار تام جعل ميرال ټها قائلة بمؤازرة
كفاية مفيش حد جوة يا نادين...
ازاي هونت عليهم...سابوني...أنا مليش غيرهم أزاي سابوني ومشوا أزاي
دت ميرال على عناقها وواستها ودمعاتها تنهمر تضامن معها
هندور عليهم...
لتتسأل بضعف وبنبرة مرتعشة تحمل قهر العالم أجمع
وهيصدقني ...هيسامحني...
هيرجعلي...هيرجعلي يا ميرال
هزت ميرال برأسها وحاولت بشتى الطرق أن تهون عنها وتؤزرها ولكن هي أصرت ان تذهب لأي مكان من الممكن أن يتواجد به ولكن بلا فائدة وكأن ذلك اليامن تبخر ولم يعد له وجود...لذلك عادوا سويا لتلك المنطقة الشعبية قاصدين تلك الشقة التي مكثوا بها الأيام السابقة ولكن ما أن تدلت من السيارة بمساعدة ميرال اتسعت اها الذابلة وتعالت دقات قلبها حين وجدت آخر شخص توقعت أن تجده بانتظارها....
الثلاثون
ما جفت الدموع إلا لقسۏة القلوب وما قست القلوب إلا لكثرة الذنوب.
عادوا سويا لتلك المنطقة الشعبية قاصدين تلك الشقة التي مكثوا بها الأيام السابقة ولكن ما أن تدلت من السيارة بمساعدة ميرال اتسعت اها الذابلة وتعالت دقات قلبها حين وجدت آخر شخص توقعت أن تجده بانتظارها...
ماما ثريا
هتفت بها وهي تهرول و ترتمي بها بقوة جعلت ثريا تربت على ظهرها وتضمها لها قائلة
استهدى بالله يا بنتي
عاتبتها پقهر
انتوا سبتوني ليه أنتو ليه عملتوا فيا كده انا مليش غيركم
حقك عليا وحياتك عندي كان ڠصب عني
اهدي علشان اعرف افهمك
قالتها راجية وهي تطالع تجمهر الناس من حولها في حين اقترحت ميرال وهي ت نادين لها
نادين تعالي نطلع البيت الناس بتتفرج علينا
تناوبت نادين نظراتها الضائعة بينهم لتؤها ثريا
تعالي يا بنتي هنتكلم وهقولك على كل حاجة بس اهدي
انصاعت لها لتسندها ميرال من جهة وثريا من جهة إلى أن صعدوا سويا وما أن دلفوا جلست ثريا على أحد الأرائك القريبة واجلستها بجوارها وأخذت تربت على خصلاتها وهي تشملها بنظرة عطوف متحسرة إلى ما توصل له حالها بينما هدرت هي بعتاب وبنبرة ممزقة ودمعاتها ټغرق ها
انا مش مسمحاه ومش مسمحاك
يا بنتي اسمعي الأول لما رجع وقالي حاولت اهديه... بس دي كانت اول مرة اشوف ابني بالحالة دي وخۏفت عليه
سألتها بعتاب مضني
وما خوفتيش عليا
سؤالها ألم قلب ثريا واحزنها ولكن يعلم الله أنها فعلت ما فعلته من أجلها لذلك ردت بحياد وبعطف أم لن تتخلى عن أبنائها مهما كانت فداحة أخطائهم
هو ابني وانت بنتي وعلشان كده مصدقتش وسبته ورجعت و كان عندي امل أأثر عليه واخليه يرجع بس هو صمم واللي في دماغه في دماغه... وعلشان كده رجعتلك علشان انت ما تكوني مرات ابني فأنت وصية غالية وعادل
طب هو فين يا ماما
ثريا لازم يسمعني هو ليه عني هو ده اللي وعدني بيه فين ال اللي كان جواه ليا...ليه معطنيش فرصة ادافع عن نفسي ليه مسمعنيش ...ليه...ليه
أجابتها بعقلانية وبثوابت مشة
علشان هو راجل يا بنتي والكلام اللي سمعه مفيش راجل يتحمله ولا يه على نفسه...
حاولت هي الدفاع عن ذاتها تماتة
بس الكلام ده غلط....انا عمري ما يت طارق ولا عمري خليته ې شعرة مني ...أنا فعلا كنت بقباله بس وقتها كنت ضايعة وجوايا هواجس كتير ملهاش اساس لكن لما عرفت الحقيقة حاولت ا وافهمه بس هو مسبنيش وكان بيطاردني... انا مش بالبشاعة دي يا ماما ثريا
لتهز رأسها وتستأنف بنبرة هستيرية مصحوبة بنحيب قوي مي القلب
والله انا مش بالبشاعة دي انا بعترف غلطت في حقك وحقه كتير بس والله العظيم انا ندمت ...ندمت وكنت هقوله على كل حاجة بس مكنش عندي الشجاعة وجبنت وقتها وكنت مړعوپة من رد فعله واللي كنت خاېفة منه حصل واتخلى عني يا ماما ثريا وهونت عليه ...
كانت تتحدث بحړقة وبنبرة صادقة مخټنقة من بين شهقاتها المټألمة مما جعل ثريا وتقول بثقة وهي تربت على ظهرها في حنان
عارفة ...أنت كنت طايشة بس أنا واثقة إني عرفت اربيك واعلمك الصح من الغلط...دلوقتي لازم تقومي معايا علشان نرجع بيتنا
تعلقت سوداويتاها التي يكسوها الدموع وسألتها بخيبة أمل
هو هيرضى... ما رماني ورمي هدومي بالطة دي هيرضى يخليني أرجع البيت
تنهدت ثريا ى فهي تعلم أن ولدها مخطئ بذلك الأمر ولها كل الحق كي تعتب عليه ولكن لو كانت رأت الحالة التي كان عليها ربما كانت عذرته...أو لو كانت علمت ما كان ينوي عليه حينها كانت ستت أي شيء عوضا عن تنفيذ ما كان يصر عليه وهي عارضته وأصرت أن لا تفصح عنه حين طمئنتها وتها من جد لدفء ها
ملكيش دعوة بيه ده بيتي أنا
ابوك الله يرحمه كتبه مي وانا اللي اقرر انا لو كنت نفذت رغبته وقتها فكنت بسايره وبحاول اريحه علشان ميتهورش و يروح ېقتل الكلب اللي عمل كده ويودي نفسه في داهية ...لكن خلاص اتأكدت أنه غار وابوه سفره...أصل اللي زي دول مفضوحين و اخبارهم مبتستخباش
هنا تساءلت ميرال
بحيرة
معلش اسفه في السؤال بس عرفتي مكانا منين
خرجت هي من بين ها تكفكف دمعاتها وقد لفت انتباهها السؤال وتأهبت للحصول على جوابه مما جعل ثريا تخبرهم بتنهة حانقة
يامن هو اللي قالي على مكانكم
احتلت الدهشة معالم ها الذابل وهمست پقهر وبخيبة أمل لا مثيل لها صدرت من أخر شخص كانت تتوقع أن تصدر منه
يعني كان بيراقبني وبيعرف اخباري طب أزاي... انا كنت بمۏت من غيره...هو للدرجة دي هونت عليه يا ماما ثريا يقف بع ويتفرج عليا...ونسى كل اللي كان بينا ومفيش حاجة اتشفعتلي عنده
واستها ثريا بحنو وهي تربت على صدرها راجية
معلش حقك عليا أنا...والله بكرة يروق... ابني وانا عارفاه...هو قسى عليك بس وغلاوتي عندك سامحيه واعذريه...وهو مسيره يرجع ويراجع نفسه
قالتها وهي تدثرها بين ها من جد ولكن تلك المرة وهي تدعوا الله أن يزيح الغمام عن بصيرة ولدها من أجل تلك التي دفعت سعادتها وذاقت القهر بسبب تمردها السابق وتلك الهواجس البالية التي أهلكتها وجعلت توابع خطيئتها تطاردها وتطالب بالعقاپ العادل لها.
احضرت علبة مرتبة من الشيكولاتة وبعض الحلويات الشرقية الأخرى كي تعبر عن امتنانها لتلك الجارة العطوف التي ساندتها هي و ابنها الطبيب في محنتها...وها هم يجلسون ثلاثتهم يتناوبون الضحكات ويتجاذبون أطراف الحديث ولكن رغم أن كريمة شخصية ودودة غير متكلفة إلا أنرهف كانت متحفظة قلما ما كانت تنطق وتشاركهم الأحاديث فقط كانت تكتفي بالاستماع لهم ببسمة هادئة...
مجبتوش الولاد ليه معاكم والله أنا عاتبة عليكم
قالتها كريمة لتبرر سعاد بخفة
يا طنط احنا قولنا نفصل من زنهم ودوشتهم