روايه الثلاثه يحبونها
جولاتنا زمان بس رحمة بتاعة زمان غير اللى واقفة أدامك دلوقتى والمهم مين اللى يكسب فى الآخر.
لتتركه وتغادر يتابعها بعينيه يستقر فى أعماقهما إعجابا أظهره دون مواربة وهو يقول بهمس خاڤت وبلهجة تقرير
يمكن كسبت الجولة دى يارحمة بس إنتى كسبتى الحړب . ومن زمان.
كانت بشرى تنظر إلى هذا الفضاء الشاسع أمامها تلك الحقول الخضراء النضرة تشعر بالملل نعم لقد ملت رسم الإبتسامة على وجهها لأقاربها والذين إستقبلوها بالترحاب ولكنهم حقا مملون وبسطاء لا تجد راحتها بينهم أبدا ولكنها مضطرة للتعامل معهم ومداهنتهم فربما تحتاج إليهم فى مخططها ضد تلك الحمقاء رحمة زفرت بقوة فحتى الآن لا تجد أية فكرة لإبعادها بعيدا بلا رجعة لتقول بسخرية
كنتى فاكرة لما هتيجى هنا الافكار هتنط فجأة فى دماغك إصبرى وركزى
لتجد صوتا بداخلها يسألها هل ستستطيعين تحمل سماجة عائلة الشناوي وتلميحاتهم عن عدم إنجابك حتى تجدين الحل لإبعاد رحمة عن طريقكهل ستستطيعين تحمل سذاجتهم وفضولهم الريفي المثير للأعصاب
لترد وكأنها تحادث نفسها قائلة
مش مهم أي حاجة إمحى يابشرى كل حاجة تانية من دماغك وفكرى بس إزاي تإذى رحمة وتخرجيها من حياتكم .بس المرة دى للأبد يابشرى للأبد.
كانت شروق تنظر إلى المائدة التى أعدتها بعناية ترى ماذا ينقصها لتتأمل هذا الأرز الأصفر والبطاطس المحمرة وشرائح البانيه وسلطة الكلو سلو وكيك القرفة تماما كما يحب حبيبها مراد الذى أخبرها بمجيئه اليوم لها على غير عادته لتطير من السعادة وتسرع بإعداد كل ما يحبه أعلن جرس الفرن عن إنتهاء ذلك الطبق الأخير والذى يعشقه مراد الشيش طاووق لتسرع إلى الفرن تغلقه وتخرج تلك الصينية التى يوجد بها الشيش وتضعه على طاولة المطبخ لتتهادى إليها رائحته الذكية وتشعر فجأة بالغثيان وأنها على وشك التقيؤ لتسرع إلى المرحاض وتفرغ كل ما فى جوفها ثم تنهض بضعف تستند إلى الحوض وهي تغسل فاهها تنظر إلى صورتها المنعكسة فى المرآة بقلق تتساءل ماالذى أصابها اليوم لقد ظنت حينما كانت تحمر شرائح البانيه وأحست بالغثيان و بأنها لا تطيق رائحة الدجاج لتسرع إلى المرحاض وتفرغ ما فى معدتها أنها ربما مصاپة بالبرد رغم أنها لا يظهر عليها أي اعراض تدل على ذلك ولكن الآن لديها حدس أن ما بها هو فقط غثيان يخص الدجاج بصفة خاصة رغم عشقها له ليصيبها القلق تتساءل هل هي
على مشاعر زوجته بشرى والتى لا تستطيع الإنجاب هي حقا لا تدرى ورغم رغبتها الشديدة فى الإنجاب منه إلا أنها لا تستطيع أن تخالفه أو تجبره لذا آثرت أن تدع تلك الأمور للأيام فالزمن كفيل بتغيير مشاعره تجاهها ليرغب بدوره فى الإنجاب منها لكن ماذا لووو .
كانت رحمة تمرر يدها على تلك الفرسة الجميلة البيضاء والتى تذكرها بفرستها القديمة مرجانة والتى لم تجد لها أي أثر فى الإسطبل حتى مرجان فرس يحيي الأسود والذى إعتاد على ركوبه معها إختفى بدوره ولم يعد لوجوده أي أثر ولكن هناك فى هذا الركن البعيد يوجد حصان يشبهه ولكنها خشيت فعلى عكس مرجان عندما رآها هاج وماج وكاد أن يكسر الباب لتبتعد على الفور خشية منه وتقترب من تلك الفرسة الجميلة الهادئة تقول بنعومة
إنتفضت على صوته الذى قال بصرامة
بعتها.
إلتفتت إليه تنظر إلى ملامحه الجامدة
لتقول
بهدوء
بعتها ليه
كانت تعرف الإجابة ولكنها بدت وكأنها تهوى تعذيب قلبها تهوى سماع كلماته الچارحة والتى لم يبخل عليها بها وهو يقول
لإنها بتفكرنى بيكى بالأيام اللى عشت فيها معاكى وأنا مخدوع فيكى فاكرك طيبة ورقيقة بس طلعتى فى الآخر خاېنة وغدارة وأكيد هي كانت شبهك وعشان كدة بعت مرجان كمان مكنتش قادر أشوف حزنه عليها بعد ما راحت أصلى فرقتهم عن بعض فرقتهم قبل ما ټخونه وټحرق قلبه زي ما إنتى خونتينى و حرقتى قلبى يارحمة.
فى قلبها حادة كالسکين تقطع مشاعرها وتسبب لها ڼزيفا لا يحتمل ولكنها تمالكت نفسها قائلة فى برود
كل واحد فينا شايف القصة من وجهة نظره ولو انت شايف إنى خنتك وغدرت بيك فصدقنى أنا شايفاك أكتر من كدة كمان الخېانة من وجهة نظرى خېانة عهود ووعود قبل ما تكون خېانة جسد إفتكر عهودك ووعودك هتعرف إنك خنتهم كلهم يا يحيي ياريت مسمعش منك كلام زي ده تانى لو إنت ناوى تنفذ وصية أختى الله يرحمها لإنى ساعتها همشى وأسيب البيت ده هسيب مصر كلها ومش هيهمنى حاجة أبدا
لتمشى من أمامه بإباء ويتابعها هو بعينيه تعجبه قوتها التى ظهرت كجانب آخر من رحمة لم يره من قبل ورغم كلماتها الفارغة والتى لم يفهم منها شيئا بعد إلا أنها أخرسته تماما ليدرك أنه سيتزوجها وسيخضعها له وسيستمتع بكل لحظة رغم الألم الذى يشعر به من ماض بعيد لكنه سيتأكد من عدم تكراره وسيجعلها له وحده وسيمحى الغدر من قاموسها ولو دفع حياته ثمنا لذلك.
مد مراد يده وسحب المنديل يمسح به فمه ثم نظر إلى شروق التى تتأمله مبتسمة
تسلم إيديكى ياشروق.
إتسعت إبتسامة شروق قائلة
تسلملى ياحبيبى.
نظر إلى طبقها الذى لم ينقص منه إلا القليل قائلا
بس إنتى مكلتيش ياشروق.
نظرت شروق إلى طبقها بإرتباك قائلة
لأ إزاي أنا كلت بس كنت بنأنأ كدة وأنا بطبخ وعشان كدة مكلتش أوى لما هجوع هبقى أكمل.
أومأ برأسه ونهض لتقول شروق بلهفة
رايح فين
ليظهر الحزن بملامحها وهي تستطرد قائلة
إوعى تكون هتمشى بسرعة كدة
إبتسم قائلا
لأ أمشى فين أنا كنت هروح البلكونة على ماتعمليلى فنجان قهوة من إيديكى الحلوين دول أنا قاعد معاكى النهاردة وهبات كمان.
إنتفضت شروق واقفة بسعادة وهي قائلة
بجد يا مراد بجد هتعمل كدة
قائلا بإبتسامة
بجد ياشوشو
ليخرجها من محيط ذراعيه قائلا بخبث
ويمكن لو عجبتنى القعدة أقضى يومين معاكى كمان.
إتسعت عيناها من الفرحة لتصفق بجذل ثم
إزداد إحمرار وجنتيها لتزداد جمالا فى عينيه وهي تقول بإرتباك
أنا .أنا .
رفع هامسا أمامها قائلا
إنتى تتاكلى أكل ياشروق.
هكون بأعمل إيه بس ما أنا قلتلك رايح أكلك ياشوشو.
إحمر وجهها خجلا لتقول بإرتباك خجول
طب إستنى لما ألم السفرة وأعملك القهوة.
جعان أوى يا شروق.
ليدلف إلى الحجرة ويغلق بابها بقدمه وعلى وجهه إرتسمت ملامح جديدة دون أن يدرى لم يدركها وإنما رأتها شروق بكل وضوح فهي ملامح لا يراها سوى قلب أحب بصدق . ملامح عاشق.
الفصل التاسع.
رحمة من حجرة الصغير وكادت أن تدلف إليها لولا أن إستمعت لصوت يحيي وهو يداعب هاشم بحنو لتقف على عتبة الباب المفتوح وتراه مانحا إياها ظهره يمرغ وجهه فى عنق هاشم فتتعالى ضحكات هاشم وتبتسم رحمة بدورها رغما عنها وعيناها تتقابلان مع عينا الصغير الذى أشار لها مرحبا قائلا
را را.
تجمدت الإبتسامة على شفتيها وهي ترى يحيي يلتفت إليها وتتواجه عيناه العسليتان مع رماديتيها لتبتلع رحمة ريقها بصعوبة وهي تراه يرفع حاجبه الأيسر متسائلا ربما عن سبب وقوفها بجوار الباب وعدم دلوفها اإلى الحجرة تقدمت بإتجاهه بخطوات مترددة قائلة
صباح الخير.
تأمل فستانها البسيط الذى منحها مظهر برئ كفتاة صغيرة فى السادسة عشرة من عمرها ليعود إلى عينيها قائلا بإعجاب ظهر فى عينيه ونبرات صوته المرحبة بها رغما عنه
صباح النور.
مدت يدها تلامس يد الصغير الذى مد يده إليها لتقول بخفوت
تسمحلى
ناولها يحيي الصبي الذى إبتسم على الفور لها ليستقر بين ذراعيها تلامست يديها مع يدي يحيي الذى نظر إليها بإرتباك فأبعدت يدها بهدوء يخالف دقات قلبها المتسارعة أفاقت على صوت هاشم يقول
لها وهو قسمات وجهها
را را.
إبتسمت بحنو ليقول يحيي بهدوء
ده الإسم اللى كان بينادى بيه مامته الله يرحمها أكيد حس إن فيكى حاجة منها.
تأملت رحمة وجه الصغير بحزن وهي تقول
الله يرحمها راوية مفيش حد زيها.
قال يحيي ببرود
فى دى معاكى حق بس إنتى فهمتينى غلط على فكرة أنا قلت فيكى حاجة واحدة منها يمكن ملامحها لكن طبعها فمخدتيش منه حاجة أبدا.
تجاهلت رحمة تعليقه التى تدرك أنه ذم
مباشر لها وهي تقول للصبي الذى وجهها مجددا
تعرف ياهاشم ماما كانت بتحبك أوى وأنا هفضل معاك واحدة بواحدة هشوفك بتكبر أدام عينية وهحكيلك بإذن الله كل حاجة عن مامى هعرفك تفاصيل حياتها ما هو لازم تعرفها عشان لما تكبر تدعيلها بالرحمة.
قال يحيي بسخرية
ده معناه إنك هتنفذى وصية راوية.
نظرت إلى عيونه مباشرة وهي تقول فى برود
أنا مستعدة أعمل أي حاجة عشان خاطر هاشم حتى لو الحاجة دى هي الجواز منك يا يحيي.
إتسعت إبتسامة يحيي الساخرة وهو يقول
لا والله كتر خيرك بجد مش عارفين نشكر أفضالك علينا بتضحى أنا عارف.
سمعت بشرى طرقات على باب حجرتها لتزفر بملل ثم تقول
إتفضل.
دلفت سيدة فى العقد الخامس من عمرها تبدو الطيبة على ملامحها تحمل صينية وضع عليها طعاما لتنزل الصينية على الطاولة القريبة منها وهي تبتسم فى وجه بشرى
التى رسمت إبتسامة مزيفة على شفتيها وتلك السيدةوتجلس على السرير بجوارها قائلة فى طيبة
إزيك يابنتى دلوقتى بقيتى أحسن.
أومأت بشرى برأسها قائلة
الحمد لله ياست آمال جو الريف جميل أوى وفعلا حاسانى من يوم ما جيت هنا إتحسنت كتير .
ربتت السيدة آمال على يد بشرى قائلة
ولسة كمان لما تاكلى أكلنا وتقعدى معانا أكتر هتتحسنى يابنتى ده انتى كنتى جاية وشك أصفر لون اللمونة بالظبط الحمد لله الدموية ردت فى وشك وبقيتى زي الفل.
كادت بشرى أن تصرخ من كثرة كلام تلك السيدة تقول فى نفسها يالها من سيدة ثرثارة كيف أصمتها
عقدت بشرى حاجبيها قائلة
كشفت
أومأت آمال برأسها قائلة
أيوة فى البندر عند الدكتورة لتكونى حبلى.
جزت بشرى على أسنانها وتمالكت أعصابها وهي تقول
ايوة كشفت ومفيش حاجة من الكلام ده خالص هم شوية برد وأنيميا وبالعلاج هبقى تمام وبعدين أنا مش قلتلكم ان مراد مأجل موضوع الخلفة ده شوية.
قالت آمال بإستنكار
وليه بس يأجله مش يفرح بضناه وهو فى عز شبابه ولا هيستنى لما