الأحد 24 نوفمبر 2024

روايه الثلاثه يحبونها

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات

موقع أيام نيوز


يمر سوى أسبوع واحد فقط على مۏت راوية هل كانا ينتظران مۏتها ليعيدا معا عشق الماضىهل نسي لها يحيي خيانتهاوهل غفرت له خذلانه إياها
حقا لقد أصبح
تفريقهما الآن أصعب مما كان بالماضى فلقد أصبحا زوجين وتلك الفكرة وحدها تشعل كيانها إشتعالا.
توقفت عن التفكير حين دلف مراد إلى الحجرة
ليجدها واقفة متأهبة تنظر إليه بحدة ليدرك أن تلك الليلة لن تمر بسلام ألا يكفيه ما يعانيه الآن وهو يتخيل رحمة مع أخيه لتظهر بشرى بالصورة وتستنزف آخر طاقته المنهكة ليستدعى كل ذرة فى كيانه تجعله قادرا على تحمل تلك المرأة وهو ينظر إلى وقفتها المتحفزة فى ثبات ينتظر ثورتها وهي لم تنتظر بل ألقتها فى وجهه قائلة بصوت يحمل الغيظ فى طياته

إنت إزاي توافق على جوازهم إزاي تسمح بالمهزلة دى
نظر إليها فى برود وهو يقول
وأرفض ليه ده أخويا الكبير ورحمة وبعدين حتى لو كنت رفضت تفتكرى كان أخويا يحيي مش هيتم الجوازة عشان خاطر رفضى ده
قالت بشرى بعصبية
يابرودك ياأخى .
قاطعها مراد قائلا بحدة 
بشرى.
إنتفضت بشرى من حدته الفجائية لتلاحظ أنه بدوره مصاپا بالضيق وربما بالحنق أيضا من زواجهما فقد نسيت أن زوجها بدوره يحب رحمة ولابد وأنه الآن يعانى مثلها لتحاول أن تبعد حنقها جانبا وهي قائلة بنعومة
أعذرنى يامراد إنت عارف إنى مبطيقش رحمة والكلام ده من زمان أوى لإنى أكتر واحدة عارفاها وعارفة أخلاقها .وهي كل اللى عايزاه فلوس عيلة الشناوي بدأت بهشام ومش بعيد تكون هي السبب فى مۏته وأهي لفت على يحيي وربنا يستر وميحصلش أخوه مفاضلش غيرك وأنا خاېفة عليك يامراد.
بلغ بمراد الضيق حد شعوره بأنفاسه تسحب منه وهو يقول
بلاش تخريف يابشرى حاډثة أخويا كانت قضاء وقدر كانت حاډثة عادية ملهاش ذنب فيها وهي نفسها كانت معاه وكانت فى المستشفى بعدها أما يحيي فيقدر ياخد باله من نفسه كويس وبعدين انا شايف إنه جواز حب مش مصلحة زي ما انتى بتحاولى تصوريلى.
قالت بشرى بعصبية وقد استفزتها كلماته
حب إيه اللى يحصل فى كام يوم دهوهي رحمة دى تتحب على إيه بس
قال مراد بنبرات حزينة رغما عنه
الظاهر الحب ده كان من زمان والقدر فرقهم وأهو رجع وإتجدد ودى حاجة مش بإيدينا وإذا كان على رحمة فهي فعلا تتحب جمال وأصل ورقة وطيبة و 
قاطعته بشرى وقد أحړقتها كلماته وأغضبتها لأقصى حد وهي تقول
وإيه كمان ياسي مراد ما تقول كمان إنك بتحبها.
قال مراد بحدة يخغى بها إضطراب نبضاته
حب إيه بس اللى بتتكلمى عليهإنتى إتجننتىهحب مرات أخويا
تفحصت ملامحه قائلة بسخرية
مين عارف ماهي ساحرة وقاعدة تسحرلكم واحد ورا التانى.
قال مراد فى حدة
بلاش هبل ساحرة إيه وسحر إيه اللى بتتكلمى عنهم دول أقولك أنا سايبلك الأوضة وماشى أنا تعبان ومش ناقص ۏجع دماغ.
قالت بشرى بحدة
يعنى أمشى من البيت ومتسألش فية ولما أرجع هتسيبنى كمان العيشة معاك مبقتش تتطاق على فكرة.
نظر إليها مراد قائلا فى جمود
مش عاجباكى العيشة معايا تقدرى تغيريها إنتى بس أطلبى وأنا هنفذ.
أحست بشرى بتسرعها وإندفاعها وبأنها على وشك أن تخسر مراد لذا اسرعت بإظهار الضعف على وجهها وهي تقول 
بقى كدة يا مراد بسهولة كدة بتبيعنى
قال مراد ببرود
أنا مببعش إنتى اللى مش عاجباكى الحياة معايا يا بشرى وأنا مبغصبش حد على حاجة أنا عايز راحتك و الظاهر راحتك مش معايا.
بشرى منه قائلة بنعومة
أنا راحتى معاك.
وقلبى معاك.
أدرك فجأة أن تخيله إياها وقد أصبحت زوجة أخيه
هو جرم فى حق أخيه نفسه لينفض صورتها بقوة 
فجأة .
تمثلت أمام عيناه المغمضتان وهو يتخيلها شروق شروق فقط تلك الجميلة الرقيقة المحبة يحاول نسيان أن رحمة وأخيه زوجين الآن ومغلق عليهما بابا ليغوص مع بشرى فى معركة مشاعر 
إختلطت بها الحقيقة .بالخيال.
دلفت رحمة بخطوات مرتبكة مترددة إلى تلك الحجرة التى لطالما راودتها فى أحلامها مع يحيي تشاركه فيها سعادتهما .الآن هي فعلا تشاركه فيها كزوجة ولكن زوجة مع إيقاف التنفيذ زوجة بالإسم فقط دلف يحيي خلفها بخطوات هادئة يتأمل إرتباكها وتخضب وجنتيها بشئ من الإستمتاع وكأنها لم تكن يوما عروس لأخيه .كم تمنى لو كان الأول بحياة رحمة الأول والأخير والوحيد ولكن شاءت الأقدار أن تخيب آماله بها أصابته تلك الفكرة بۏجع فى قلبه
ليسرع وينفضها بعيدا فلقد تزوجها ليس رغبة فيها ولا حبا ولكن من أجل وصية راوية ومن أجل ولده ليدحض قلبه تلك الفكرة على الفور وهو يسخر من نكرانه لمشاعره التى أجبرته على الزواج منها والإسراع كذلك عندما شعر بأنها من الممكن أن تكون لسواه أما عن عدم إخلاصها له وخيانتها القديمة فأرجعها قلبه لرعونتها وصغر سنها أما الآن فربما صارت ناضجة وإن لم تلتزم حدودها وتدرك أنها زوجة يحيي الشناوي فسيريها الوجه الآخر له وهو وجه لن تحب رؤيته البتة.
وقفت رحمة فى مكانها تشعر بالإختناق لا تتخيل وجودها هنا فى حجرته هو وراوية حجرته التى تحمل ذكرياتهما سويا قټلتها الغيرة لتشيح بوجهها وتلتفت إليه قائلة بضيق
مش هقدر أكون هنا أنا لازم أخرج.
عقد
حاجبيه قائلا
تخرجى فيندى اوضتى والمفروض تشاركينى فيها.
قالت فى مرارة
لأ دى أوضتك إنت وراوية ومش هقدر أكون فيها معاك.
تأمل ملامحها المرتعشة من المرارة يغلفها الحزن والضيق يتساءل عن سر عدم رغبتها بالمكوث بتلك الحجرة هل هي ذكريات أختها الرابضة بها أم إنها ذكريات أختها معه والتى تملأ جنبات الحجرة ترى هل تغار رحمة عليههل كانت تحمل له مشاعر فيما مضى حقادق قلبه بسرعة لهذا الإحتمال الذى تمنى ان يكون صحيحا من كل قلبه إنتابته الشكوك وود من كل قلبه لو قطع الشك باليقين
ولكن كرامته أبت عليه أن يتحقق من شكوكه لذا قال بهدوء 
مش هينفع طبعا خروجك برة الأوضة شئ مش مسموح بيه.
جلست على الأريكة وقد تهدمت قواها وأغروقت عيناها بالدموع وهي تطالع سريره تتراءى لها صور قاټلة لقلبها ومشاعرها وكيانها بأكمله لتقول پألم
مش هقدر صدقنى مش هقدر.
لاحظ نظراتها ليعود الامل إلى قلبه الذى رق لدموعها وتمنى ان يكون ما يفكر فيه صحيحا ويجلس أمامها على ركبتيه .وسط ذهولها وهو يقول برقة
ليه بس مش هتقدرى
تأملت عسليتاه اللتان تعشقهما وخاصة عندما ينظر إليها بهذا الحنان كادت ان تعترف ان تصرخ بكل قوتها قائلة لإنك كنت لغيرى بها قلبا وقالبا أشعر بالخېانة بڼار ټحرق فؤادى أشعر بأن أنفاسى تختتنق وأنا أتخيلك تمنحها العشق الذى تمنيته يوما أشعر بروحى تزهق وانا أصم آذانى التى تستمع إلى لهاثكم الآن وثورة مشاعركم نعم أتخيلها بوضوح لتمزق شرايينى ورغم أننى أتمزق لأن هناك أخرى كانت بحياتك قبلى إلا أن معرفة أنها كانت أختى تجرى بها دماء أبى يذبحنى حقا كادت ان تقول كل ذلك واكثر ولكن خۏفها من أن يدرك يحيي أنها مازالت تحبه حال دون إعترافها وألجم لسانها عن قول الحقيقة لتقول بصوت حاولت أن تهدئ نبراته
عشان يعنى دى اوضة اختى وبتفكرنى بيها وبحزنى عليها و إنت يعنى لسة غريب عنى.
ترك يدها ونهض ببطئ يشعر بخيبة الأمل ليقول بنبرة خالية من المشاعر تشوبها فقط بعض السخرية
غريب عنك عشان نتعود على بعض.
نظرت إليه رحمة قائلة فى خجل وإرتباك
بس 
قاطعها قائلا بلهجة حاسمة
مفيش بس مش هينفع تخرجى برة أوضتى جوازنا ووجودى هنا بيحتم وجودك معايا إحنا صحيح جوازنا مصلحة بس أدام الناس مش لازم
يبان كدة أنا مش مستعد حد يتكلم علية وعلى حياتى الشخصية وعلاقتى مع مراتى لمجرد إنك مش قادرة تتحملى وجودك فى أوضة أختك يارحمة.
ليتركها ويدلف إلى الحمام تاركا إياها تنظر بحسرة إلى ليلة زفافها إليه والتى حلمت بها سنوات طوال ټصارع رغبتها بالنداء عليه والإعتراف له بكل شئ لتتذكر وعدها لراوية وتنهض ببطئ تفتح دولابه التى وضعت به روحية اشياءها وتأخذ منه عباءة تغطى جسدها بالكامل فسوف تنام إلى جواره شاءت أم أبت مدركة أنه لن يرضى بنومها على الأريكة ولن يستطيع النوم بها لصغر حجمها لذا تنهدت فى يأس وهي تنتظره حتى يخرج من الحمام لتدلف هي إليه وتنهى تلك الليلة الطويلة الحالكة والتى إختفى قمرها ليزيدها .سوادا.
وقد وجدت الفكرة نعم كيف لم تفكر فى ذلك من قبل إن أدرات خطتها بشكل جيد فربما لن ترحل رحمة وتسافر مجددا فقط وإنما ستختفى من حياتهم .ربما للأبد.
كانت نائمة بعمق .لتسمع همساته التى جعلت عينيها تتسع بقوة وهو يقول
عارف إنك صاحية فبلاش تمثلى علية يارحمة أنا أدرى الناس بيكى ده أنا اللى مربيكى.
إلتفتت إليه ليرفع نفسه على مرفقه وينظر إليها متأملا بنظرات سحبت أنفاسها ولكنها تمالكت نفسها وهي تنظر إليه قائلة بعتاب
ولما إنت مربينى على إيدك صدقت ليه إنى ممكن اخونك وأخونك مع مينمع أخوك اللى إنت عارف أد إيه كان بيضايقنى وياما إشتكيتلك منه
نظر إلى ملامحها فى عشق قائلا
عشان أنا غبي قلبى كان حاسس إنك مظلومة والنهاردة حابب أسمعك انا اهو أدامك فهمينى.
إعتدلت جالسة تنظر إليه بعتاب قائلة
كان زمان ممكن أقولك وأشرحلك بس دلوقتى فات الأوان.
قائلا بهمس
سامحينى 
لتغمض عينيها تأثرا بنبراته الهامسة و
رحمة فوقى يارحمة.
فتحت عيناها الرماديتان ببطئ عندما رأته فإبتسمت إبتسامة عشق ليبتسم بداخله ولكنه قال بهدوء
صباح الخير.
إختفت تلك الإبتسامة على الفور وهي تدرك أن ماحدث بينهما كان حلما وأن يحيي أمامها حقا لتتسع عينيها فى
صدمة ويتخضب وجهها خجلا ويخفى يحيي إبتسامة كادت ان تعلو شفتيه وهو يدرك ما هي فيه الآن من إضطراب وخجل لتقول
بإرتباك
صباح النور 
ثم تنظر إلى عبائتها تتأكد أنها ترتديها وأن سحابها مغلق ليكاد يحيي ان يطلق ضحكة من بين شفتيه رغما عنه وهو يتابع نظراتها ليكتمها تماما وهي تعاود النظر إليه قائلة
انا . أنا .
قال بنعومة
إنتى إيه
إبتلعت
ريقها بصعوبة قائلة
أنا هاخد الحمام الأول عن إذنك.
لتنهض بسرعة وتدلف إلى الحمام كاد يحيي أن يطلق سراح ضحكته وهو يتابعها ليكتمها مجددا ورحمة تفتح الباب قائلة بإضطراب
نسيت آخد هدومى.
لم ينطق يحيي بكلمة لتذهب رحمة إلى الدولاب وتأخذ ملابسها متجهة إلى الحمام بسرعة ومغلقة الباب خلفها ليطلق يحيي سراح ضحكته تلك المرة ضحكة فارقت شفتيه منذ زمن بعيد يتراقص قلبه فرحا وهو يدرك كنه حلمها من همساتها ونظراتها لملبسها وخجلها ويدرك أن بطيات قلبها هناك مكان له أور ربما هي تتمناه حقا وإلا ما كانت حلمت بمثل تلك الأحلام ليشعر بشعور لا يستطيع وصفه من روعته إنها أنفاس الحياة تعود إليه مجددا فلقد كانت حياته من دونها قاحلة وجاءت هي فأعادت الألوان لحياته من جديد ومنذ اليوم الأول وحدها
 

10  11  12 

انت في الصفحة 11 من 33 صفحات