الأربعاء 27 نوفمبر 2024

حكاية مع وقف التنفيذ لكاتبتها دعاء عبد الرحمن

انت في الصفحة 55 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

 


الاثار لكن بعد ما قلتلى أنك شفت نادر وواحد تانى خارج من هناك قلقت
قلقت أزاى فهمنى
مفيش حاجه تخلى نادر يروح هناك غير سبب واحد بس أنه يكون عاوز التقرير
يطلع بطريقة معينة 
عقد عمرو بين حاجبيه وقال قلقا 
يعنى هيدفع فلوس علشان يثبت أنها سليمة يعنى ولا ايه معنى كده 
قاطعه فارس قائلا بثقة 

بالظبط كده معنى كده أنها
مش حقيقة ومزيفة لانها لو كانت حقيقة مكنش راح هناك
قال عمرو بشرود وكأنه يحادث نفسه 
حتى لو كده طب ماهو لو تحليلك ده صح يبقى برضه هروح فى
داهيه لان التقرير هيطلع زى ماهو عاوز
قال فارس مطمئنا 
متقلقش أنا واثق من تحليلى ولو التقرير طلع زى ماهو عاوز هشكك فيه وهطلب أن الحتة تتحال للجنه تانيه 
قال عمرو ساخطا 
طب ماهو ممكن يرشى اللجنة التانيه برضه 
قال فارس وهو يضيق عينيه بثقة 
متقلقش ساعتها هسبقه بخطوة
تأفف عمرو بضيق وزفر ثم قال 
طب وهو هيعمل كل ده ليه ما كان يحطها سليمة وخلاص
قال فارس متهكما 
أنت عبيط يابنى عاوزه يضحى بحتة سليمة ويخسر فيها ملايين 
لا طبعا هو أحسنله يدفع رشوة كام ألف لكن يحطلك حتة بملايين لمجرد انه يوديك فى داهية لاء طبعا 
ثم رفع فارس حاجبيه وقال بتفكير عميق 
وده بقى اللى بيأكدلى أن الواد نادر ده بيشتغل فى حكاية تهريب الاثار دى
استند عمرو إلى سور الشرفة وقال بتركيز 
وانت جالك الاحساس ده أزاى 
جلس فارس خلف مكتبه واستند إليه وهو يعبث بصور مهرة الخاصة بعقد القرآن والتى وضعتها والدته على مكتبه 
فقال عمرو بقلق 
فارس أنت معايا 
انتبه فارس وقد شرد قليلا فى صور مهرة وقال بسرعة 
ها معلش يا عمرو انا معاك أهو
أعاد عمرو سؤالة من جديد وهو يقول 
كنت بسألك احساسك ده جه أزاى
قال فارس على الفور 
واحد بياخد رشوة ولما يحب يأذى يعمل للى عاوز ياذيه قضية رشوة ويلبسهالوا 
واللى حصلك مع نادر بيقول أن نادر ليه فى حكاية الاثار دى علشان كده لما فكر يأذيك فكر يأذيك بنفس الحاجه اللى هو دايس فيها 
فهمت
أعتدل عمرو وقال على الفور وكأنه قد تذكر شيئا هاما وقال 
الله يفتح عليك أنت فكرتنى بحاجه مهمه مكنتش واخد بالى منها 
أنتبهت حواس فارس وهو يقول 
افتكرت ايه
قال عمرو بتركيز 
فى مرة أخدت أجازة يومين ونادر هو اللى كان ماسك النبطشية بدالى ولما رجعت وبصيت بالنهار على الموقع لقيت اثار حفر على عمق أكتر من العمق المسموح بيه ولما سألته قالى انها غلطة العمال بس هو لحقها
مسح فارس على شعره وقال بقلق 
أظاهر كده يا عمرو ان الموضوع كبير وخطېر وأن نادر مش لوحده فيه المكان اللى بتبنوا فيه الفندق ده معروف أنه مكان أثرى واصلا مش عارف التصريح بالحفر والبنى خرج ازاى للمكان ده 
زفر عمرو وهو يقول بضيق 
الموضوع شكله كبير علينا أوى يا فارس أنت لو بصيت على الاثار اللى خرجت بره مصر وشفت حجمها وعرضها هتعرف ان الاثار دى مش ممكن تكون اتهربت الاثار دى خارجه تحت عين أكبر راس فى البلد وباتفاق كمان
نظر فارس أمامه بعينين حازمتين وقال بأصرار 
أنا
بقى مش هسيب الموضوع ده يا انا يا هما 
وفى احد الايام وفى الصباح وقف فارس ينتظر مهرة أمام باب شقته وابتسم عندما وجدها تهبط إليه فى الملابس الجديدة التى اهداها إياها بمناسبة بداية عامها الدراسى الاول فى الجامعة نظرت إليه وابتسمت بخجل فقال وهو يتأملها بإعجاب وقال 
قلتى دعاء لبس الثوب الجديد
قالت بدهشة 
لاء هو في دعاء للهدوم الجديدة
ابتسم وهو يومىء برأسه وقال 
قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم من لبس ثوبا جديدا فقالالحمد لله الذى كسانى هذا ورزقنيه من غير حول منى ولا قوة غفر له ماتقدم من ذنبه وما تأخر
كررتها خلفة بتلقائية فعقد جبينه وقال بضيق مصطنع 
لاء مينفعش أطلعى غيريها
رفعت حاجبيها وقالت بأعتراض 
ليه دى جميلة اوى وواسعه أهى
صعد درجة من السلم ليقف أمامها مباشرة وقال وهو يداعب وجنتها 
ماهو علشان كده عاوزك تغيريها اصلها حلوه أوى عليكى وخاېف حد يبصلك 
ابتسمت وهى ممسكة بيده التى تداعبها وقالت بخجل 
يالا بقى هتأخر كده 
قال بحب 
اتأخرى براحتك أنا اللى هديكى أول محاضرة يعنى هتروحى مع الدكتور
عقدت ذراعيها وهى تقول بعناد 
انا بقى مبحبش الكوسة واصلا محدش هيعرف علاقتنا
ضحك ضحكات رنانة اهتز لها قلبها عشقا ثم قال 
علاقتنا ! هو انتى مش مراتى لا سمح الله
وضعت يدها على لحيته تمسح عليها وتخلل أصابعها برفق داخلها وهى تقول بشغف 
أنا بحب أوى كلمة مراتى دى منك
تلاشت البسمة من وجهه وزاغت أنظاره وهو ينظر إليها شاعر بأحاسيس قوية تجتاحه تجاهها قائلا بصوت رخيم 
أنتى أتعلمتى الحركة دى من مين
قالت بحياء 
أبلة عبير هى اللى علمتهالى وقالتلى انها هتعجبك
أبتلع ريقه وهو يقول بتماسك 
كل اللى تقولك عليه ابقى اسمعى كلامها فيه ماشى 
ضحكت وهى تقول 
ليه بقى
أومأ براسه وهو يغمض عينيه قائلا بمرح 
علشان أنا
عارف أنها هتعلمك بضمير
بحث فارس عن مكان يصلح ليأجره ويبدأ فيه تأسيس مكتبه الخاص ويكون قريبا من شارعهم وأخيرا وجده على مسافة قريبة جدا منهم وبدأ فى تاسيسه وحاول البحث عن بعض الاثاث زهيد الثمن ولكنه فى يوم من الايام تفاجأ بدخول مهرة عليه المكتب 
وهى تقول بسعادة
يالا بسرعة يا فارس العربية واقفة تحت
نهض وهو ينظر إليها بدهشة وقال 
عربية ايه يا مهرة اللى واقفة تحت
قالت على الفور وهى تجذبه من يده 
يالا بس الناس هتطلع الحاجه تعالى علشان تقف معاهم
وفجأة وجد بعض الرجال يدخلون عليه المكتب كل منهم يحمل قطعة أثاث خاصة بالمكتب وبدأوا فى وضعها فى الداخل 
فهمينى ايه ده وجبتى الحاجات دى منين وازاى متقوليليش
قالت بمرح طفولى 
انا عندى واحده صاحبتى فى الجامعه باباها عنده محل اثاث صغير كده على قدهم 
قولتلها مرة تجيبلى معاها كتالوج من المعرض ولما شفت الحاجات اللى فيه لقيتها حلوه ورخيصه شويه فنقيت واحد للمكتب هنا وادتها العنوان وبس 
قال بحدة 
أنتى عيله وبتتصرفى تصرفات عيال والفلوس هدفع فلوس الحاجات دى منين يا مهرة
تألمت من قبضته قليلا حول ذراعها وقالت بخفوت وهى مطرقة للأسفل
الفلوس ادفعت خلاص متخافش
أرخى قبضته عنها وعقد حاجبيه قائلا
جبتى الفلوس منين 
قالت ببراءة 
بعت الشبكة بتاعتى اللى جبتهالى
نظر إليها لا يعلم ماذا يقول هل يحتد عليها وعلى تصرفها التى قامت به دون الرجوع إليه أم يأخذها بين ذراعيه ويعانقها على تضحيتها بالذهب الوحيد الذى تملكه والذى كان عزيزا عليها فقال بنبرة معتذرة 
بس الشبكة دى كانت غالية عندك أوى ليه عملتى كده
ظلت مطرقة برأسها وهى تقول بطفولة 
هى كانت غالية عندى علشان هى منك أنت بس أنت عارف انى اصلا مش بحب الدهب ولما لقيتك مزنوق فى فلوس العفش اللى هيتحط فى المكتب ملقتش قدامى حل تانى غير ده ومرضتش اقولك علشان عارفه إنك هترفض
اكتسى صوته عذوبة ورقة وهو يقول بامتنان 
بس أنتى مكنش عندك غيره يا حبيبتى
نظرت له بعتاب وقالت بخفوت دون أن تنظر إليه 
انا معنديش غيرك أنت يا فارس 
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسمة 
دكتور فارس سيف الدين المحامى 
ولكن أين يذهب فارس من اقداره هو مهرة فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد 
بدأ العمل فى المكتب على قدم وساق وأخيرا تم وضع الافتة التى تحمل اسم 
دكتور فارس سيف الدين المحامى بالقضاء العالي ومجلس الدولة 
ولكن أين يذهب فارس من أقداره هو ومهرة فبعد اسبوع واحد من بداية العمل فى المكتب الجديد وذات مساء زاره أيو يحيى والد مهرة ومعه العم عامر بصحبة ولده مينا وقد كان فارس مشغولا بالتحدث فى الهاتف مع عمرو الذى كان يخبره أن التقرير قد أعد أخيرا وذهبلى النيابة وأنهما لا بد أن يذهبا فى الغد للإطلاع عليه على الفور فقاطعه فارس وأنهى المكالمة سريعا ورحب بأبو يحيى والعم عامر ترحيبا شديدا ولكن وجهيهما كان يعلوه العبوس وخصيصا وهما ينظران إلى بعضهما البعض شذرا 
فقال فارس على الفور 
خير يا جماعه
ايه الحكاية
نظر أبو يحيى إلى عامر ومينا بثقة وكأنه يعرف إلى أى جهة سينضم فارس وبدأ فى سرد ما حدث بينهما من شقاق وڼزاع 
شوف يا فارس يابنى من مدة كدة مرات عامر كانت عاوزه تشترى مكنة خياطة ومعهاش المبلغ كله لجأت لمراتى التانيه وطلبتهم منها ومراتى اشترطت عليها أنها تردلها المبلغ بعد كام شهر بس بزيادة 500 جنيه دلوقتى بقى مراته جايه ترجع المبلغ من غير الزيادة والحريم اتخانقوا مع بعض حاولت افهمه أن احنا عندنا فى شرعنا أن العقد شريعة المتعاقدين وهما اتفقوا من قبل ما تاخد الفلوس برضه مش مصدق 
ويقولى ده حتى عندكوا فى دينكوا اسمه ربا حاولت افهمه واشرحله واقوله أن السلف ده زى قرض البنك كده بالفايدة بتاعته مش ربا ولا حاجه ولا حياة لمن تنادى برضه راكب راسه ومش راضين يدفعوا الزيادة اتفضل بقى انت فهمه يمكن يفهم منك اصله فهمه على قده شويه
هتف مينا ابن عامر پغضب 
لو سمحت حسن ملافظك شويه يا عم ابو يحيى ولا يعنى علشان هو جوز بنتك ومتأكد أنه هيحكملك أنا اصلا مكنتش مقتنع أننا نيجي هنا ما انا عارف أيه اللى هيحصل 
تنهد فارس ببطء وهو يشعر أنه مقدم على مشكلة كبيرة سوف تحدث وقال ل مينا 
وعرفت منين اللى هيحصل بقى يا مينا
لوح مينا بضيق وهو يقول 
طبعا هتحكمله هو مش انت جوز بنته وغير كده هتقول ده مسلم ودول مسيحين يبقى احكم للمسلم اللى زيى ثم نظر إليه نظرة ذات معنى وهو يقول 
مش كده برضه يا شيخ فارس
جذب عامر ذراع ولده ونهره بقوة قائلا
عيب كده يا مينا احترم الدكتور وأنت بتتكلم قصاده
ثم الټفت إلى فارس
وقال معتذرا 
أنا آسف يا دكتور امسحها فيا معلش مينا لسه صغير وميعرفكش كويس زيى
الټفت فارس إلى مينا وقال بهدوء 
ايه بقى حكاية شيخ فارس دى تقصد بيها ايه
نظر له مينا بحنق ولم يجبه فكرر عامر اعتذاره ل فارس فقال فارس على الفور وهو ينظر ل عامر 
اتفضل احكيلى ايه اللى حصل يا عم عامر
قال ابو يحيى معترضا 
منا حكتلك الحكايه كلها يا دكتور هو هيقول ايه يعنى مختلف عن اللى قلته 
نظر له فارس مبتسما وحاول أن يعطيه
احساس بأنه ليس ضده وقال 
معلش يا أبو يحيى أى حد بيحكم بين طرفين لازم يسمع من الاتنين ربنا سبحانه وتعالى بيقول فى آيه فى القرآن الكريم وكان بيكلم فى الايه دى سيدنا داوود عليه السلام يا داوود إنا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله 
والايه دى نزلت بتحكلنا عن سيدنا داوود لما اتنين اخوات راحوله وواحد فيهم اشتكى من التانى فسيدنا داوود شافه مظلوم فعلا فحكم له من غير ما يسمع للتانى
 

 

54  55  56 

انت في الصفحة 55 من 61 صفحات