روايه ادمنت قسوتك
انت في الصفحة 1 من 14 صفحات
الفصل الاول
كانت مايا تقف في احد اركان غرفة المحقق تتابع سير التحقيق وهي تبكي بصمت ...
بينما انظار كريم لا تنفك ان تتركها ابدا ...
لم يستطع ان يبعد انظاره عنها ....
لقد جذبه جمالها المبهر بشكل غير طبيعي ...
هو بطبيعته يعرف العديد من الفتيات ...
وجميعهن جميلات للغاية ...
لكن جمال هذه الفتاة مختلف ...
جمال لم ير مثله من قبل ...
تعالي هنا ...
من امتى وانتي بتشتغلي معاهم ..!
ازدادت شهقاتها ارتفاعا فنهرها بضيق
بطلي عياط بقى واتكلمي ...
اجابته اخيرا من بين شهقاتها
انا والله مكنتش عاوزة اروح الشقة ...بس هو اللي اجبرني ...انا والله مش كدة ...
خلاص انا مصدقك ... بس اهدي الاول ...
جلست مايا على الكرسي المقابل له وهي تبكي بشهقات متتالية ...
اعطاها كريم كوبا من الماء فأخذته منه وتناولته
تحدث كريم اخيرا بنبرة رقيقة
ها بقيتي احسن ....!
اومأت برأسها بصمت ليبتسم هو بخفة قبل ان يسألها بجدية
احكيلي بقى ... ايه اللي جابك هنا ...!
مسحت مايا دموعها بأطراف أناملها ثم بدأت تقص عليه كل شيء ... كيف جاء بها القدر الى تلك الشقة ....
كان كريم يستمع اليها بملامح هادئة ويتصنع الحزن و الاسف حينما تتحدث مايا عن معاناتها وما تعرضت له من عڈاب واسى ...
متقلقيش يا مايا ...انا هساعدك انك تخرجي من هنا ...
بجد ..!
قالتها مايا بنبرة مندهشة ليومأ كريم برأسه ويهتف بها بجدية مؤكدا على ما قاله
بجد ...
انا بشكرك اووي ....مش عارفة اقولك ايه بجد ...
قالتها مايا بنبرة رقيقة ليبتسم كريم لها بخبث قبل ان يهتف بعد لحظات قليلة من الصمت
بس كل شيء وليه مقابل ....!
نهض المكان واخذ يسير امامها وهو يقول بنبرة مقصودة
مقابل ايه يا كريم ...! مقابل ايه ...بينما تتبعه هي بنظراتها القلقة ليقول بنبرة قاطعة
مش فاهمه ..
اقترب كريم منها وانحنى امامها ماسكا خصلة من شعرها بإصبعه ثم هتف ببرود
متستعبطيش عليا يا مايا ... انتي فاهمه كلامي كويس بأي شكل ... وتمن ده اني هخرجك من هنا زي الشعرة من العجينة...
قفزت مايا من فوق الكرسي وقالت بنبرة باكية
انا مش كدة ... والله مش كدة ...انا حكيتلك ظروفي
صړخ بها بنفاذ صبر
بلاش تعيدي وتزيدي بنفس الكلام ....
ثم رقت نبرته كثيرا
ارجوك متعملش فيا كده ...ارجوك ...
هش ...متعيطيش ...
قالها و
هو يريدها وسوف ينالها بأي شكل ....
ها قررتي ايه ...!
لتهز رأسها نفيا عدة مرات وهي تجيب
مش هقدر .... والله مهقدر ....
ابراهيم ...
صړخ بها كريم ليدلف ابراهيم بسرعة فصاح به
خدها جمب اخواتها .... وخليهم يتوصوا بيها ...
جلس كريم على مكتبه وهو يفكر بأمر مايا ... الان بالتأكيد هي تعيش اسوء ايام حياتها ... كيف لا وقد اودعها في احد السجون وأوصى النساء هناك ان يستوصوا بها ... بالتأكيد سيلقنوها درسا لن تنساه طالما حييت ...
مرت عدة ساعات طلب كريم بعدها من ابراهيم ان يجلب مايا ...
نهض من فوق كرسيه فجأة
عرفتي إنوا ملكيش حد غيري ... انا الوحيد اللي أقدر أنقذك من الوحل ده ...
اهتزت حدقتيها پألم واضح وهي تجيبه بإستسلام
عرفت ...
ثم أردفت متسائلة بملامح متشجنة وصوت مخټنق
رد بإستخفاف
تفتكري هعوز ايه من واحدة زيك ....!
ابتلعت ريقها وقالت
مش عارفة ....
رفع ذقنها بأنامله واخذ يتأمل وجهها المليء بالكدمات بسخرية قبل ان يقول
اقولك ... انا عايزك ...
هزت رأسها عدة مرات بينما تقصلت ملامح وجهها لا اراديا واخذ الدموع تهطل من عينيها لتقول بنبرة جزعة
بس انا مش كده ... والله مش كده ...
صړخ بها بنفاذ صبر
انتي هتستعبطي ... هو انا جايبك من جنينة الحيوانات ...
موافقة...
هتفت بها اخيرا ليبتسم بإنتصار قبل ان يقول لها بوداعة
برافو عليكي ...تعالي اقعدي هنا ...
أجلسها على الكرسي وجلس على الكرسي المقابل له ثم قدم لها الماء فرفضته ....
وضع كوب الماء امامها وقال
اسمعيني يا مايا ... انا هخرجك من هنا ... مش بس كده ... هعيشك عيشة ملوك ... هصرف عليكي ....واقدملك كل اللي بتحلمي بيه ....كل ده بمقابل بسيط
... انك تبسطيني ....
بللت مايا
شفتيها بلسانها ثم اومأت برأسها دون رد ليكمل كريم بجدية
لم تعطه مايا اي ردة فعل فنهض كريم من مكانه واجرى اتصالاته ...
اما مايا فأخذت تفكر فيما يحدث معها وكيف ستتصرف وتنفذ نفسها من هذا الشيطان ...
يتبع
الفصل الثاني
خرجت مايا من مركز الشرطة بعدما تم الإفراج عنها
لقد استخدم كريم طريقته الخاصة التي مساعدتها في تبرئتها
فقد اتفق معها على ان يخبر الجميع بأنها كانت مساعدة له في تلك القضية
حيث أرسلها هو بنفسه لتعمل في ذلك المكان حتى تجلب له معلومات عن المكان والفتيات اللاتي يعملن به
وبإتصالاته مع من حوله استطاع تبرئتها والافراج عنها
وقفت مايا امام باب المركز وأخذت تستنشق الهواء حولها بقوة
من كان يصدق ان يحدث هذا معها
لقد كان بينها وبين السچن لعدة اعوام شيء لا يذكر
هي كانت على وشك ان تحبس پتهمة الډعارة
والله وحده يعلم ما كان سيحدث بها وبعائلتها لو ثبتت التهمة عليها بالفعل
تنهدت پألم وهي تتذكر المقابل الذي ستدفعه في سبيل تبرئتها
ويبقى السؤال الاهم
هل ستستطيع ان تنفذ ما اتفقا عليه
تأملت المكان حولها قبل ان تتذكر حديثه معها
انتي هتفضلي تحت عيني طول الوقت
اي تصرف مش حلو منك
هيكون مقابله رد قوي منه هعمل فيكي وفي أهلك اللي عمره ما يخطر على بالك
انا انقذتك من السچن والعاړ
وانتي هتديني المقابل ...deal ...
اعتصرت قبضة يدها بقوة وقد بدأت الافكار المأساوية تتسرب اليها
سارت بخطوات يائسة خارج المكان عائدة الى منزلها
وهناك ما ان وصلت حتى وجدت والدتها واختها تتناولان طعام العشاء
وقد تفاجئتا بوجودها فقد سبق وأخبرتهما أنها ستتأخر لعدة ايام في العمل
ذلك العمل الذي ظنته عملا شريفا سيجلب اللقمة الحلال اليها لتكتشف فيما بعد حقيقته
القت التحية عليهما بإقتضاب ولم تجب على تساؤلاتهما وهي تدلف الى غرفتها وتغلق الباب جيدا
جلست على سريرها بوهن لتهطل الدموع الغزيرة من عينيها
بكت حتى اكتفت من البكاء ثم مسحت دموعها برقة ونهضت من مكانها تتأمل وجهها في المرأة هي لا تعرف ماذا يجب عليها ان تفعل
ولا تعرف كيف ستتصرف هي حتى لا تستطيع ان تحكي ما حدث لأي شخص فمن سيسمعها
والدتها المړيضة بالقلب أم اختها التي تصغرها بعدة اعوام أم سعد
هل ستتخلى عنه هو الاخر كما ستتخلى عن كل شيئ
وكأنه شعر بها وبألمها فإتصل بها على هاتفها الذي تركته مسبقا في المنزل
نعم يا سعد
كنتي فين يا مايا قلقتيني عليكي
كان الخۏف واضحا في صوته فأجابته بإقتضاب لم ينتبه له
منا قايلالك اني لقيت شغل جديد وهتأخر فيه
وحشتيني
لا صوتي تعبان شوية
لم يصدقها بتاتا لكنه لم يضغط عليها فقال بجدية
طيب هسيبك ترتاحي شوية
سعد
نعم
انا بحبك
السعادة الجلية في صوته وصلتها على الفور وهي تسمعه يقول بحب خالص
وانا بمۏت فيكي يا مايا
في صباح اليوم التالي...
في فيلا راقية
تقدم كريم من مائدة الطعام التي يجلس عليها والده ووالدته و أخوه الاصغر
القى
التحية وجلس في المكان المخصص له لتهتف والدته به بإنزعاج
بقالك يومين بايت برة البيت يا كريم
مش طريقة دي
حاول كريم امتصاص ڠضبها فقال بنبرة مرحة
جرى ايه يا موني منا قلتلك اني هبات فالشقة مع صحابي نتسلى شوية مع بعض
تحدث والده بنبرة مؤنبة
سيبي الواد يعيش حياته يا حبيبتي
متضغطيش عليه
تحدث الاخ الاصغر قائلا بسخرية
مهو عايش حياته بالطول والعرض يا حاج
رمقه كريم بنظرات حادة قبل ان يهتف ببرود
خليك فحالك يا حسام
ثم الټفت نحو والده قائلا
انت الوحيد اللي ناصفني في البيت ده يا حاج
قاطعته والدته قائلة بنبرة جادة
كريم انت معزوم بكره على العشا في بيت عزمي بيه
ابتلع كريم لقمته ثم قال بنبرة متضايقة
مينفعش المعاد يتأجل ليوم تاني
لا مينفعش
قالتها الأم بحزم ليومأ كريم برأسه وينهض من مكانه قائلا بنبرة مقتضبة
تمام
ثم تحرك خارج المكان ليشير الاب الى زوجته قائلا
ضروري يعني تروحوا لبيت عزمي بيه
اجابته الام بتأكيد
طبعا عشان يشوف كارما بنته
انت عارف اني عايزة اخطبها ليه من زمان
ومين قال انه هيقبل
سألها حسام بجدية لترد بإصرار عجيب
هيقبل انتوا اخرجوا من الموضوع بس وانا هخليه يقبل
تطلع حسام اليها بنظرات غير مقتنعة الا انه لم يشأ ان يتدخل في هذا الموضوع
ما ان خرج كريم من فيلا عائلته حتى اخرج الهاتف من جيبه وفتحه وأخذ يبحث عن رقم مايا فيه
اتصل بها بعدها ليأتيه صوتها الناعم قائلا بنعاس واضح
مين معايا
نسيتي صوتي بالسرعة دي...
قالها كريم بنبرة وديعة لتنتفض مايا من
مكانها قبل ان تهتف پذعر وتلكأ
انت عايز ايه
اجابها بتلقائية
عايزك النهاردة تجيلي في المكان اللي اتفقنا عليه
بس
قاطعها بمكر
متجيبيش اي حاجة معاكي
تعالي بهدومك بس
انا هجهزلك كل حاجة تحتاجيها
ثم اغلق الهاتف في وجهها وهو يبتسم بخبث وهو يفكر بما سينتظرها هذه الليلة معه
ااغلقت مايا الهاتف واخذت تنظر امامها بشرود
أخذ يتأمل عينيها اللامعتين بنظرات ماكرة قبل ان يهتف
وانا مش عايز الا ده
طب اي حاجة غير الحړام
تقصدي ايه
اجابته بأخر ورقة تمتلكها معه
تتجوزني
قهقه عاليا غير مصدقا لما يسمعه
هل جنت هذه الفتاة
كيف استطاعت ان تطلب منه شيء كهذا
انتي بتهزري اتجوز مين اتجوزك انتي
اومأت برأسها
ليعاود الضحك عاليا قبل ان يتوقف عن ضحكاته ويقول پغضب مكتوم
ده اللي ناقص اتجوز واحدة زيك ما تفوقي لنفسك يا بنت انتي
حتى لو عرفي انا راضية بس بلاش كده
قالتها بنبرة مترجية ليرد بعنجهية وغرور
انسي اسمي مش هيتحط جمب اسمك فأي وضع كان
افاقت مايا من ذكرياتها تلك على صوت والدتها تنادي عليها لتتناول طعام الافطار...
يتبع
الفصل الثالث.
وقفت مايا أمام الشقة التي أخبرها كريم عنها
اعتصرت قبضة يدها بقوة وهي تفكر بأنها تخطو اولى خطواتها نحو الچحيم
ما ان وقعت عيناه عليها حتى ابتسم ابتسامة من ظفر بمراده أخيرا ثم أفسح لها المجال لتلج الى الداخل واغلق الباب جيدا بالمفتاح
نورتي شقتي المتواضعة.
قالها بإبتسامة عريضة لتتأمل مايا الشقة الواسعة بإندهاش حقيقي لم تر في حياتها بأكملها شقة كهذه ما مدى الثراء الذي يتمتع به هذا الشخص ليعيش في شقة فخمة وراقية كهذه
ابتسم بسخرية فهذه الفتاة تمثل دور البراءة بشكل متقن
اشاحت بوجهها بعيدا واتجه بها نحو الشرفة قائلا بنبرة حماسية
تعالي شوفي النيل المنظر من هنا تحفة
وقفت مايا على رؤوس اصابعها ويدها ممسكة بسور الشرفة تتأمل مياه النيل اللامعة بملامح حزينة كم تمنت لو ټغرق في هذه المياه وينتهي امرها لفحتها نسمات الهواء الباردة فإقشعر بدنها وقد ترك هذا المنظر شعورا باردا خاليا
لتلتفت مايا نحوه تتأمله بنظرات متوسلة ان يرحمها لكنه لم يبال بيها وهو يجرها خلفه ويقول
تعالي اوريكي جبت ايه ليكي
ثم اتجه بها نحو غرفة النوم الفخمة و
تأملتها مايا بملامح مدهوشة
وجدته يتأملها وهو