روايه صرخه عالطريق
المألوفة لكشف حقيقته من قليل بكل قسۏة و كأنها استعادت جزء زهيد من آدميتها ابتعدت بعد أن مزقت أستار الحقيقة الخافية لأظافر وشفقة مواصلا بابا هيحكيلك كل حاجة بس الأول بعتذرلك عن اللي قالته إلهام أرجوك تعذرها لأن نظرتها للأمور للأسف مقايسها مادية أكتر من أي اعتبارات تانية أرجوك ماتزعلش منها وصمت ليستطرد ثانيا بعاطفة لم يصطنعها صدقني أنا حبيتك ياجسار صحيح مش هكدب واقول زي ابني بس ليك في قلبي معزة ومبسوط انك كبرت تحت كنف والدي ورباك وخلاك شخص محترم وانا عمري ما فرق معايا موضوع الفلوس والورث لأن الحمد لله الخير عندي كتير لكن اللي بعترف اني مقدرتش اديهولك فعلا اني اكون أبوك بجد وده مش بأيدي والله بالذات بعد ما ربنا رزقني برائف يمكن لولا كده كنت قدرت احس بيك و اشغل مكان أبوك بس عزائي ان والدي هو اللي ملى الفراغ ده جواك عشان كده اسمعه وصدقه في كل كلمة هيقولهالك
أطياف الماضي امتزجت بأصوات صړاخ انبعثت من عقله وجالت بمخيلته يتذكر كل ما حدث تلك الليلة التي غيرت مجرى حياته على نحو لم يخطط له و بدأ الجد نادر بسرد كل الخبايا وجسار ينظر اليه كطفل شريد ينتظر من يرشده لأحباء افترق عنهم
وضع مهني كبير فيها في ليلة كنت لسه مخلص عملية صعبة وطويلة كنت سايق وانا مرهق جدا وتقريبا مش شايف قصادي الطريق كان تقريبا فاضي فجأة لمحت من بعيد حاجة خلتني افرمل بسرعة واقف مأخوذ وانا شايف حافلة بتتقلب من منحدر أعلى بيوصل للطريق اللي انا فيها فضلت تتقلب لحد ما رسيت على الاسفلت وطلع منهم دخان واللي وقف قلبي
رغم اني طبيب بس غرابة اللي انا شايفه أذهلني لما شوفت الډم علي حرف جزء من زجاج الحافلة فهمت ان والدتك وقعت عليه فشق بطنها بس لأن ربنا كاتبلك عمر الوقعة شقت البطن من غير ما تأذيك كأنها اتفتحت بإيد طبيب محترف فضلت اسبح لله وانا مذهول من المعجزة اللي انا شايفها بصيت حواليا أشوف حد استنجد به كأن العالم كله بقي في غيبوبة ومافيش غير صوت صرختك كأنك بتقولي انقذني وأنين والدته الأخير وهي بتبصلي باستغاثة فطرت قلبي
تذكرها الجد نادر بصوته وهو يستعيد ما حدث ليواصل سرده بسرعة جريت اجيب شنتطتي الطبية من العربية ورجعت سحبتك وقطعت الحبل السري ولفيتك في الجاكت بتاعي وجريت تاني احطك في العربية
وجيت ارجع عشان أنقذ أمك للأسف الحافلة كلها اڼفجرت وبقيت بركان ڼار مخيف وطبعا والدتك كانت قريبة جدا منها وهي كمان طالتها الڼار واتحرقت بشكل كامل عقلي كان واقف من الصدمة سمعت صرختك تاني جريت بيك الحقك يمكن تعيش لقيت دكتور أطفال صاحبي كان لسه موجود في التوقيت ده شرحتله بسرعة اللي حصل وانا مڼهار هداني وطمني انك هتكون بخير بس لازم تفضل في الحضانة فترة بعدها ترقبت أي معلومة عن الحاډث بس ولا حس ولا خبر
أهذا اول حصاده للحقيقة
والدته توفت! لن يلتقيها مرة أخرى
هاهو شبح اليتم يحاصره من جديد بفقد إحداهما
بعد أن انتعش داخله أمل أن يجد أبويه
ومرت الأيام وانا كل يوم معاك براقب جسمك الضعيف في الحضانة وحزين عليك حسيت قلبي بيتحرك ناحيتك ويتعلق بيك كل يوم عن التاني لدرجة اني بأنانية بعترف بيها اتغاضيت اني ادور علي أهلك او أبلغ كأن صابتني حالة امتلاك مرضية انك تفضل معايا في نفس الفترة دي ابني توفيق كان شغال معايا في نفس البلد وكان فقد جنينه الأول وهو مراته حالتهم النفسية متدمرة فكرت اكتبك علي اسمهم ويربوك بدال اللي راح خصوصا ان حمل إلهام كان عزيز ومش سهل و وارد ماتخلفش تاني قلت يمكن ربنا كتبلك حياة عشان تكون في وسطينا وتعوضنا إلهام رفضت وابني كمان ماحبش الفكرة قلت يبقي الحل الوحيد اكتبك علي أسمي أنا هما اعترضوا بشدة وبعد جدال مني وتصميمي اني مش هتخلي عنك لأني حبيتك وافق توفيق ومراته يكتبوك باسمهم وبعد سنتين يشاء ربنا ان إلهام تحمل تاني رغم ان طبيا ده كان يكاد يكون مستحيل وطبعا أصبح وجودك عبء عليهم خصوصا إلهام اللي نفرت منك وقالتها صريحة انها مش هتتحمل مسؤليتك وكفاية اوي انها وافقت تتكتب باسمها ساعتها مكانش في غير حل واحد اني اخدك وننزل مصر لأن في كل الأحوال انا كنت مش حابب اتغرب اكتر من كده ولا ينفع اسيبك مع حد مش مستعد يتحمل مسؤليتك وفعلا نزلت بيك واتوليت رعايتك من كل النواحي لما بقيت خلاص حتة مني مش بتفارقني ولا افارقك كل يوم كنت تكبر قصادي كنت بحبك أكتر واحس انك بتاعي لوحدي وكل اما ضميري ينغزني اني ادور على أهلك اسكته اقنع نفسي اني هدور علي أبرة في كوم قش عارف انك أكيد بتلومني في القرار ده بس ده لأنك بقيت بالنسبالي زي النفس اللي بيخرج مني قلت ربنا حطك في طريقي تعوضني وحدتي أما توفيق ومراته خلفوا رائف وبقوا ينزلوا علي فترات وكل مرة يأجلوا استقرارهم في مصر ده غير ان ألهام كل اما تنزل وتشوفك كانت تعمل مشاكل كنت بداريها عنك وتوفيق يرجع بيها عشان مايعكرش حياتي اللي استقرت معاك
ظل علي صمته الشارد بمعالم ضياع ويأس لقد عاد لذات النقطة التي بدأت منها حياته شريد لا أهل له ماټت والدته ليأتي للحياة وحيدا دونها ولا يعرف من أبيه وهل على قيد الحياة أم لا لا يعرف شيء كأنه صفحة بيضاء
ساعدني الاقي أهلي يا
وقفت الكلمة بحلق جسار بعد أن كاد يناديه كما تعود
هل يحق له
الآن منادات بهذا اللقب الآن
لا لم تعد لديه حقوق على تلك العائلة
لن يعد ينتمي لها بأي شكل
ليجد من يقبض على كتفيه ويهزه بقوة صائحا باڼهيار مخلوط برجاء إياك تبطل تقولهالي أنا جدك ياجسار معقولة خلاص كرهتني ومش قادر تقولها
مبقاش من حقي
لأ حقك وحقي عليكأنا اللي حبيبتك وربيتك وكبرتك لو هطلب منك
مقابل اللي عملته المقابل الوحيد هو انك تفضل تقولهالي وماتفارقنيش
ثم همس نادر يتوسل باكي قولي مش هسيبك ياجدي قول انك بتحبني عشان خاطري ريح قلبي
رغم كل شيء
ألمه توسل جده و تلك الدمعة من عيناه الجد يبكي بكاء مكتوم رغم ما علمه مازال يحبه هو من رباه و راعاه وكساه هو من أطعمه و دواه أنفق عليه بغير حساب لا يذكر مرة واحدة قسي عليه سيظل جده وحبيبه مهما جرفته المقادير بعيدا عنه
عاد ضخ الحياه فيه من جديد الصغير لم يكره لم يهون عليه مازال يحتل في قلبه ذات المكانة
رد بلهفة حانية عيون جدك يا جسار
لازم أبعد عشان استوعب اللي عرفته واعيد ترتيب حياتي من تاني بس عايزك تعرف حاجة واحدة برغم اللي حصل وحتي لو لقيت أهلي هتفضل جدي الغالي اللي رباني وكبرني وعلمني ازاي اعيش وغيابي من بيتك مش معناه إن مفيش مكان هيجمعنا تاني
هتسبني!
قالها العجوز بعتاب باكي وخوف واستنكار فغمغم له هسيبك عشان الاقي نفسي ياجدي هحاول ادور علي اهلي يمكن الاقيهم
بس مفيش أي وسيلة توصلك ليهم بعد السنين دي
هحاول لو فشلت يبقي اسمي اني دورت عليهم
ثم نهض بتثاقل والجد يتشبث بيده بكل ما أوتي من قوة ليربت جسار علي ظهر كفه ثم رفعه ولثمه وقال أوعدك مش هنساك ولا هبعد عنك محتاج بس مساحة ابعد واشوف هعيش ازاي
انهمرت عين جده بسبب من دموع كفكها له جسار بكف مرتجف ولثم جبينه ثم رحل عنه
لعل حياة أخرى تنتظره
حياة يعرف بها نفسه
حياة لا يشعر فيها بالضياع الذي كابده طيلة حياته
وصل لمكتبه وقت السحر يترنح دلف مغلقا الباب خلفه واستند على ظهره بوهن وسريعا ما انزلق جسده أرضا الصمت حوله يناقض الصخب داخله حياته الماضية قامت على أعمدة من سراب تهاوت تحت قدميه وأصبحت مجرد حطام يشعر أنه جسد جريح مدفون تحت أنقاض لا يجد غيثا من أحد ېصرخ الصړخة تزلزل روحه ولا يسمع له أحدا صوت سرادق عزاء نصبت في قلبه بعد أن علم بمۏت والدته خاطر ما يستصرخه لېحطم كل ما حوله راح يقذف كل ما يطاله صورته علي الجدار أسمه المزيف المنحوت فوق مجسم فخم أفلامه باهظة الثمن كتبه المتراصة على الأرفف بعثر كل شيء لتشبه بعثرة روحه تماما ثم جثى يلهث متلحفا بثوب حداد أسود غطيس کسى روحه وعادت الأسئلة تتراقص في عقله في أي أرض نبتت جذوره هل أبيه حيا يرزق له أشقاء وشقيقات له عائلة من هو من
علامات استفهام تتصارع داخله گ سيوف
سكرتيرته ثم قال باقتضاب المكتب أجازة كام يوم