احببت صعيدي بقلم فاطمه محمد
انت في الصفحة 1 من 25 صفحات
الفصل الأول
في احدي قري محافظة سوهاج وبالأخص قرية المزالوة كانت تقطن عائلة فاروق السوهاجي بمنزل يشبه القصور يتكون من خمسة ادوار يحوي بداخله الكثير فهم عائلة مرموقه ومعروفة بكثرة المال والاولاد يمتلكون الكثير من الأراضي الزراعية ليس فقط بالقرية ولكن بالمحافظة بأكملها وأيضا شركة كبيرة بالأسكندرية للاستيراد والتصدير وكان يديرها الابن الأكبر للعائلهمصطفي وكان معروف تسلط الحاج فاروق علي عائلته فالكلمة الاولي والمسموعة بدون مناقشة هي كلمته لديه ثلاثة اولاد من الذكور ومثلهم من الإناث مصطفي والذي سبق ذكره هو الابن الأكبر ومن بعده يونس ثم فاطمة وخديجة وزينب وفي الختام الابن الأصغر والمدلل آدم
رقية حاضر ياماما اهه انا بس كنت....
الحاجة سعاد انتي لسه هترغي قومي ساعدي الخدم
رقية بإنكسار . حاضر
يونس وقد سمع حوارهم جرا ايه ياما ما براحة عالبنية وبعدين ما البيت مليان خدم ما تقوليلهم عايزة ايه وهما يعملوه لازم يعني ام سما الي تعمله
سعاد وانت مالك ومال كلام الحريم ياواد انت ولا تكونش محامي عنها وانا معرفاش غور من وشي انت التاني روح الارض وشوف المحصول ولا ناوي تقعد في البيت كالحريم ابوك وحده في الأرض م الصبح
وفي المطبخ وفي اثناء مساعدة رقية للخدم جالت بخاطرها ذكري جميلة بل اجمل ذكري حدثت لها
كانت علي شط من شواطيء الاسكندرية وبالأخص شاطئ ميامي كانت تتمشي علي الشاطيء برفقة ابنة خالتها وقد كانت منشغلة معها في الحديث وفجأة..
رقية آه رجلي ايه ده انت ازاي تعمل كده انت مبتفهمش ولا ايه
مصطفي وهو يمسك بيديها بعدما انزلقت قدماها بالحفرة التي صنعها من الرمال انا آسف انا مقصدتش والله آسف ياآنسة
رقية صعيدي ما انا قولت برضه
مصطفي لا بقولك ايه عند الصعايدة وتسكتي كنتي هتوقعي ولحقتك والغلط منك انا علي شمسيتي وفي مكاني وبتسلي انتي الي عديتي وكنتي مشغولة بالرغي يبقي وانا مالي اباي عليكي
وفي تلك اللحظة لم تكن رقية فقط من وقعت فالحفرة ولكن مصطفي وقع ايضا في حب البحرواية وجمال عيناهت الزرقاء وبياضها الناصع وملابسها المحتشمه وحجابها الزهري الذي زادها جمالا علي جمالها
رقية طيب ياسيدي انا اسفه عن اذنك وسع كده اوف
مصطفي يالهوي ياما عالجمال لا انا مش هضيعك من ايدي ولازم
اعرف عنوانك واد يامازن انت ياواد
مازن ايه ياصعيدي عجبك الجو والبحر
مصطفي سيبك انت من الجو والبحر شايف البنتين دووول عايز اعرف عنوانهم
مازن اشمعنا يعني دول انت تعرفهم
مصطفي ملكش فيه المهم تعرفلي هما منين بالظبط وبعدين افهمك
مازن ماشي ياصعيدي انا هراقبهم طياري كده ومش هخليهم ياخدوا بالهم واعرغلك قرارهم
تذكرت رقية كيف وصل اليها مصطفي وطرق باب شقة خالتها بالعجمي والتي كانت تقيم معها منذ ۏفاة والدتها فلم يكن لها غيرهم وضحكت علي اصراره عليها ومحاربته فقط لأجل الوصول اليهادمعت عيناها ايضا حنينا وشوقا له قاطع تفكيرها صوت سجي ابنتها الصغري ذات الخمس سنوات وهي تنادي
سجي ماما ياماما ياماما
رقية ايه ياسجي ياحبيبتي عايزة ايه ياقلبي
سجي انا زهقت ياماما تيتا علطول بتزعقلي انا وسما مش عارفه ليه ياماما هي تيتا ليه مش بتحبنا وليه انتي دايما سايبانا وبتعملي حاجات في البيت زمان كنتي تلعبي معانا انتي وبابا وبعدين هو بابا امتي هيجي من عند ربنا انا عايزة اشوفه وحشني بابا وابتدت ټعيط
رقية وقد غلبتها الدموع واخذت ابنتها بحضنها متزعليش ياقلب ماما تيتا بتحبكم بس انتو اسمعوا الكلام واطلعوا اوضتكم والعبوا وبعدين بكرة ولاد عماتكم جايين وهتلعبوا كلكم سوا وهتنبسطوا مش انتو بتحبوهم
سجي ايوة بنحبوهم اووووي بس انا برضه عايزة بابا عايزه بابا مليش دعوة وعايزة اروح البحر
وفي ذات اللحظه التي كانت تصرخ بها سجي شوقا لأبيها دخلت الحاجة سعاد وبقسوة مرسومة علي وجهها ببراعة انتي يابت انتي مش ناقصة دلع بنات اطلعي اوضتك العبي ويا اختك منقصاكيش ابوكي عند ربنا وفجنته وانتي ياست رقية خلصي الي وراكي وشوفي الحاج عايزك ضروري وابقي فهمي بناتك اللعب في اوضتهم او في البيت وبس لعب في الجنينة ممنوع احنا صعايدة وحدانا خدم مالي البيت ولازم نخاف عليهم ولا عايزة تربيهم كيف ما تربيتي
رقية ومالها تربيتي ياماما انا فيا ايه غلط
الحاجة سعاد انتي بتردي عليا وعطولي لسانك اياك بلا هم
تركتها وخرجت من المطبخ ولكن دموع رقية لم تفارقها حزنا علي الحاضر وخوفا من القادم والمجهول
آدم والذي كان يدرس بالثانوية العامة ولكنه المدلل لدي والدته بالأخص ولكنه متفوق بدراسته فحلمه ان يصبح طبيبا مشهورا رغم دلاله كان هدفه فكان يذاكر كثيرا ليحقق حلمه
آدم بقولك ايه ياما متعرفيش ابويا عايز ام سما في ايه
الحاجة سعاد وبتسأل ليه ايش دخلك انت خليك في مذاكرتك ودروسك
آدم عليا انا ياما دا انا حبيبك قوليلي يالا وانا مش هقول لحد
الحاجة سعاد لا انت ملكش آمان اي كلمة عتروح تقولها ليونس
آدم والله ما هقوله بس اصل ابويا عمره ما طلب يشوف رقية ولا يكلمها وانا سمعته الصبح وهو بيقولك عايزها ضروري واكيد الحاج قلك انتي ما انتي الحتة الشمال ياحاجة ياعسل انتي
الحاجة سعاد ههههههههه ياواد بطل الكلام ده اختشي طيب هات ودنك بس عالله تصدق في قولك وتحفظ السر
آدم بعد ما اخبرته والدته بالسبب مستحيل انتي بتقولي ايه ياما
الحاجة سعاد زي ما سمعت والقرار مفيهوش رجعة ما انت عارف ابوك
آدم ربنا يستر شكل الأيام الجاية هتكون منيلة بستين نيلة
الحاجة سعاد وانت فاكرني عايزة كده انا لو عليا مش موافقة ابدا بس القدر وحكم القوي وابوك كلمته حكم ياولدي ربنا يسترها
وفي الأرض كان يونس يتابع حصد المحصول ولكن جاءته مكالمة فاابتسم حينما رأي اسم المتصل واستأذن ليتحدث بعيدا ولكنه لم يعرف ما ينتظره...
انتهت رقية من اعمال المطبخ ثم صعدت لغرفة الحاج فاروق واستئذنته بالدخول واذن لها ثم أشار لها بالجلوس في المقعد المقابل له
الحاج فاروق ازيك يارقية يابتي وازي بناتك
رقية الحمد لله يابابا بخير طول ما انت بخير
الحاج فاروق مرتاحة بالقعدة وسطينا ولا في حاجة مضيقاكي
رقية الحمد لله يابابا الحمد لله المهم بناتي بخير وانا راضيه بكل شيء
الحاج فاروق طيب انا عايزك فموضوع ويارب تقدريني وتقدري الوضع وانتي عارفة اني مباخدش قرار الا لو كان فمصلحة العيلة وانتي واحده مننا وزي بناتي ومرات المرحوم اغلي ولادي
رقية وقد احست بالقلق خير يابابا اتفضل قول تحت أمرك
الفصل الثاني
وهكذا هي الحياة كل يوم يحمل الينا الكثير من الاقدار واحيانا نفرح بأقدارنا واحيانا لا نفهمها ولكن بكل الاحوال لا مفر من القدر...
ها هي رقية بغرفتها تحتضن صورة حبيبها لعلها تستشعر قربه بجانبها فهي الآن في اشد درجات الاحتياج له نعم فما طلبه او بالأحري أمرها به الحاج فاروق لم تكن لتتخيله ابدا لا تدري لماذا يحدث معها كل هذا فمن اين لها القوة لتتحمل المزيد احتضنت بناتها حتي ناما ثم ذهبت فتوضأت لكي تصلي وتفرغ ما بقلبها من شكوي لله فهو خير معين وهو ملاذها الوحيد فقد تعبت من التفكير وفي ذات الوقت كان يونس مع والده لامر
الحاج فاروق ادخل ياولد
يونس خير ياحاج امي قالتلي انك مستنيني ارجع من بدري وبلغتهم لما ارجع اطلعلك خير يابوي تؤمر باايه
الحاج فاروق بص يايونس ياولدي انت عارف اني مباخدش قرار غير بعد ما افكر فيه زين ولازمن يكون في مصلحتكم ومصلحة العيلة وعمري ما ظلمت حد صح ولا ايه قولك
يونس صح يابوي ومين يقدر يقول غير كده بس خير قلقتني
الحاج فاروق بص انت من سعت ما خلصت دراستك وانا سايبك براحتك مرضيش اضغط عليك في موضوع الجواز وانت مرضيش بحد واصل وامك جابتلك بنات اشكال والوان وانت برضك مش عاجبك العجب لكن خلاص ياولدي وقت الاختيار راح زمنه ودكيتي انا اخترتلك العروسة الي اتفرضت عليك
يونس بتوتر وارتباك ملحوظ مين يابا يعني بت حدمن العيلة ولا من البلد
يونس امال مين ياابوي
الحاج فاروق رقية مرت المرحوم مصطفي اخوك
يونس وقد شعر بالصدمة عند سماعه الاسم مين رقية مرت اخوي بس كيف يابوي انا......
الحاج فاروق انا مش عايزك تقول حاجه دلوقيتي واعرف ان ده امر وانا بلغتها بيه افهمني ياولدي البت صغار وحلوة ومش معقول هتدفن شبابها بالحيا ومتتجوزش وعرض اخوك مش هنرموه لحد غريب انت اولي بيهم من الغريب ياولدي
يونس مقدرش يابا انا عمري ما عارضتك في شيء بس ابقي مكان اخوي لا يابا مقدرش مقدرش
الحاج فاروق وقد استشاط ڠضبا وضړب بعصاه علي الأرض بشدة لينهي الحديث كلها شهر وتجهز نفسك للجواز من رقية وخلص الكلام علي اكده والامر نفذ
لم يكن حال يونس بعد سماعه الخبر افضل من حال رقية فترك المنزل وتكاد الدموع تفر من عينيه واخذ